تنظم جمعية حيود الشبابية أيامًا تعريفية بالجمعية خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 7 يوليو 2024، ويتميز برنامج الأيام بأنشطة متنوعة تحتضنها فضاءات متعددة، من بينها القاعة الكبرى للبلدية، التي أصبحت المتنفس الوحيد للجمعيات وكل التنظيمات بالمدينة بعد إغلاق قاعة دار الثقافة محمد الخمار لأسباب واهية.
احتضنت القاعة الكبرى الندوة المركزية للأيام، والتي اختارت لها الجمعية موضوع “الإنسان والمدينة .. علاقة المواطن القصري بالمدينة”. وقد أطر الندوة نخبة من مثقفي المدينة، مما حقق التواصل بين الأجيال وأتاح نقاش ماهية الفعل المدني والثقافي بشكل ديمقراطي. وقد أبرزت جل المداخلات أن المدينة تعتبر نبراسًا للفعل الثقافي تاريخيًا، وأنها تتميز بتنوع التراث اللامادي الإنساني، وأن الوضع الثقافي الحالي هو نتيجة لغياب رؤية لدى مسؤولي المدينة.
في مداخلته، أشار الصديق سليمان محمود إلى أن هدف الجمعية هو محو الصورة السلبية لدى أفراد المجتمع الذين يعتبرون العمل المدني استرزاقًا شأنه شأن العمل السياسي. وانتقد سلبية المثقف الذي ينزوي إلى كرسي المقهى ويطلق زمام لسانه في النقد بدل أن يشعل شمعة الأمل. كما أكد رئيس الجمعية الأستاذ محمد العرج أن راهنية الفعل المدني تعتبر ضرورة للإنسان في علاقته بالمجال أي المدينة وليس ترفًا.
في مداخلته، أشار الأستاذ محمد أكرم الغرباوي، منسق المجلس الاستشاري الثقافي الموازي للمجلس الجماعي، إلى دور المجلس في تجاوز أزمة المثقف أو الثقافة في المجتمع القصري، وأنه يتواصل مع الجميع بهدف تفعيل حياة ثقافية بالمدينة. كما أبرز الأستاذ مصطفى العلالي، الباحث التاريخي، أن المدينة لها تراث إنساني ضارب في التاريخ ويعود لحقب قديمة جدًا، وأنه يجب العمل على بلورة مشروع تنموي انطلاقًا من هذه المعطيات المادية.
من جهتها، تمنت الأستاذة راضية العمري مجهودات الشباب ودعتهم لمواصلة الاشتغال. وفي تفاعل للأستاذة بشرى الأشهب، مديرة المركز الثقافي، أكدت على دور الثقافة في بنية المدينة وأن المدينة تعاني من غياب الفضاءات المخصصة للفعل الثقافي والفني وكذا غياب الدعم، وأن الجمعيات المشتغلة باتت مضطرة للجوء إلى قاعات الأفراح لتنظيم تظاهرات فنية، وهو الأمر الذي اعتبرته يحرك اقتصاد المدينة، مشيرة إلى أن توفير فضاء ثقافي مكتمل من شأنه تطوير العمل خدمة لشباب المدينة.
تتميز الأيام التعريفية بتنظيم ورشات متنوعة تهدف إلى تكوين الشباب في مجالات مختلفة مثل كتابة التقارير، التنشيط المسرحي، والإبداع السينمائي. كما تميز البرنامج بالانفتاح على المجال القروي بأنشطة موجهة للأطفال واحتضنتها مراكز اجتماعية متواجدة في عدة مداشر وقرى محيطة بالمدينة. وشهدت الأيام مشاركة مكثفة للشباب، وهو انعكاس لمسار تأسيس جمعية حيود الذي تميز بتواصل ديمقراطي ونقاش عميق لأهداف الجمعية وطريقة الاشتغال، حيث احتضن فضاء دار الشباب الحريزي هذه الخطوات.