جنازة رمزية داخل البرلمان.. سقوط مدوٍ لعبد الكبير خشيشن وطَيّ صفحة من تاريخ النقابة الوطنية للصحافة

22 يوليو 2025
جنازة رمزية داخل البرلمان.. سقوط مدوٍ لعبد الكبير خشيشن وطَيّ صفحة من تاريخ النقابة الوطنية للصحافة
متابعة .. محمد شيوي
جنازة رمزية داخل البرلمان.. سقوط مدو لعبد الكبير خشيشن .

من داخل أروقة البرلمان، انطلقت أمس الإثنين 21 يوليوز 2025، طقوس ما يشبه “جنازة رمزية” لما تبقى من مصداقية النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بعد أن أطاح وزير الاتصال بآخر محاولة لإنقاذ ماء وجه رئيسها عبد الكبير خشيشن، وذلك برفض مقترح اعتماده نظام الاقتراع باللائحة بدل الاقتراع الفردي في انتخاب ممثلي الصحافيين.

وكان المقترح الذي تقدم به رئيس الفريق الاشتراكي، عبد الرحيم شهيد، قوبل بالرفض التام داخل اللجنة المختصة، مما اعتبر بمثابة “شهادة وفاة سياسية” لخشيشن، الذي كان يعول على هذا التعديل كفرصة أخيرة للاستمرار على رأس النقابة، رغم تآكل شرعيته.

لكن أكثر المشاهد درامية لم يقع داخل اللجنة، بل خارجها، إذ لم يتردد شهيد في مناشدة الوزير بشكل بدا أقرب إلى التوسل منه إلى النقاش السياسي الرصين، لكن المفاجأة الكبرى جاءت من داخل الجسم الصحافي نفسه، ففي مشهد غير مسبوق، تقدم عدد من الصحافيين، وهم أعضاء فعليون في النقابة، إلى الوزير، وأعلنوا أمام شهيد أنهم يؤيدون الاقتراع الفردي، وأن خشيشن لم يفتح أي نقاش ديمقراطي داخلي بخصوص الموقف الذي يدافع عنه، هذه الخطوة وضعت رئيس النقابة في موقف حرج، إذ بدا وكأنه يدافع عن مصلحة شخصية لا تحظى حتى بدعم قواعده.

هكذا، سقط قناع “الزعيم النقابي”، وانكشفت ملامح واقع أكثر إيلاما: نقابة تحولت إلى واجهة لمصالح ضيقة، يغيب فيها النقاش، وتسود منطق الولاءات، وتتآكل فيها القيم التي بُنيت عليها الحركة النقابية منذ عقود.

بعيدا عن الشعارات، يظهر هذا الفشل المزدوج، داخل البرلمان وداخل النقابة نفسها، أن الجسم الصحافي المغربي في حاجة إلى إعادة بناء تمثيليته على أسس جديدة، أكثر شفافية وأكثر ديمقراطية، وأكثر التزاما بقضايا المهنة لا بقضايا الكواليس.

إن الرسالة قد وصلت: الاقتراع سيكون فرديا ومرحلة خشيشن طويت سياسيا ونقابيا، أما الحداد على المهنة فقد بدأ بالفعل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.