تسمم غذائي جماعي في مديونة
شهدت جماعة مديونة الواقعة في ضواحي الدار البيضاء حادثة تسمم غذائي جماعية أثارت اهتماماً واسعاً وألقت الضوء على مخاطر تناول الوجبات السريعة في بعض المحلات غير الملتزمة بمعايير الصحة والسلامة. وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من 40 شخصًا تعرضوا لتسمم غذائي بعد تناولهم وجبات من محل للأطعمة السريعة يُعرف بـ”صناك أ.”، وذلك على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين.
حسب شهود عيان، بدأت الأعراض تظهر على المصابين بعد ساعات قليلة من تناولهم الوجبات، وشملت غثيانًا، وآلامًا حادة في البطن، وتقيؤًا، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة وإسهال حاد. دفع هذا التدهور الصحي السريع المصابين إلى التوجه بشكل جماعي إلى المستشفى الإقليمي بمديونة، حيث استقبل المستشفى عددًا كبيرًا من الحالات التي احتاجت إلى تدخل طبي عاجل.
وأوضحت إدارة المستشفى أن فرق الطوارئ بذلت جهودًا كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وقامت بتقديم العلاجات اللازمة للمصابين الذين تنوعت حالاتهم بين البسيطة والمتوسطة. بينما استمرت بعض الحالات الحرجة تحت الرعاية الطبية المكثفة، حيث يُتوقع إحالة المصابين ذوي الحالات الخطيرة إلى المستشفيات المتخصصة في الدار البيضاء لضمان تلقيهم الرعاية اللازمة.
على إثر الحادث، سارعت السلطات المحلية بتكثيف جهودها للتحقيق في ملابسات التسمم الغذائي، حيث أغلقت المحل مؤقتًا في انتظار نتائج التحاليل المخبرية التي سيتم إجراؤها على عينات من الأطعمة المشبوهة التي تناولها المصابون. تأتي هذه الخطوة في إطار التزام السلطات بالحفاظ على الصحة العامة ومحاربة التجاوزات التي قد تعرض حياة الناس للخطر.
وأكدت مصادر طبية أن حالات التسمم الغذائي تنتج عادةً عن تناول أطعمة غير مطهوة جيدًا أو ملوثة بالجراثيم والسموم نتيجة عدم اتباع إجراءات السلامة الصحية، مثل تخزين الطعام بطريقة غير سليمة أو استخدام مواد أولية منتهية الصلاحية.
من جهتهم، طالب العديد من سكان مديونة بضرورة تكثيف الرقابة الصحية على محلات بيع الطعام، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تهدد سلامة المواطنين. وأكدوا على أهمية رفع مستوى التوعية للمستهلكين حول مخاطر تناول الأطعمة غير الآمنة، والتأكد من نظافة المحلات التي يرتادونها.
تبقى هذه الحادثة جرس إنذار يعيد فتح ملف السلامة الغذائية ويطرح ضرورة التشديد في تطبيق القوانين الصحية لضمان بيئة آمنة للمستهلكين وحمايتهم من مخاطر التسمم الغذائي. من الضروري أن تتضافر جهود السلطات والمجتمع لضمان سلامة الأغذية وتحقيق الصحة العامة، وذلك من خلال تحسين الممارسات الغذائية وزيادة الوعي بين المستهلكين.