حادث مميث تسببت فيه سيارة اسعاف “مجنونة”
شهدت الطريق المؤدية إلى “رومبوان العياشي” من شارع آسفي حادثاً مرورياً استثنائياً أثار استياء المواطنين ومستخدمي الطريق. وقع الحادث في الساعة 12:55 ظهراً في اليوم الثلاثاء 17 دجنبر الجاري، عندما مرت سيارة إسعاف بسرعة مفرطة ودون تشغيل الأضواء أو صافرات الإنذار، مما أثار تساؤلات حول التزامها بالقوانين المرورية وأخلاقيات المهنة.
السيارة، التي كانت تسير بسرعة “خيالية”، لم تكتفِ فقط بتجاوز السرعة المسموح بها، بل قامت أيضاً بالمرور في الاتجاه الممنوع، مما عرض سلامة السائقين الآخرين للخطر. وكان من بين الضحايا صاحب سيارة صغيرة من نوع “كونكو”، الذي فوجئ بضربة قوية أصابت مرآة سيارته الجانبية اليسرى، مما أدى إلى خسائر مادية واضحة.
الأكثر إثارة للقلق هو أن سائق سيارة الإسعاف، الذي يُفترض أن يجسد قيم المسؤولية واحترام القانون، لم يتوقف لتقييم الأضرار أو حتى للاعتذار. بل استمر في طريقه بنفس السرعة المتهورة، متجاهلاً تماماً الحادث، وكأنه في سباق مع الزمن، دون مراعاة لأي قواعد أو معايير السلامة.
أكد شهود عيان أن الحادثة عكست غياباً واضحاً للجانب الإنساني المفترض في مهنة مرتبطة مباشرة بإنقاذ الأرواح وحماية الناس. هذه الواقعة تثير تساؤلات عديدة: كيف يمكن لسائق سيارة إسعاف، الذي يُفترض أنه رمز للإنقاذ والإغاثة، أن يتحول إلى مصدر للتهديد والخطر على الطرقات؟
تُظهر هذه الواقعة الحاجة الملحة لمراجعة معايير اختيار وتدريب سائقي سيارات الإسعاف، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالقوانين المرورية، حتى أثناء الحالات الطارئة، حفاظاً على سلامة الجميع. السائقون والمتضررون من الحادث يطالبون الجهات المسؤولة بفتح تحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، التي قد تتحول إلى مأساة لو تصادفت مع ظروف أشد خطورة.
إن التزام سائقي سيارات الإسعاف بالقوانين والمعايير الإنسانية ليس مجرد واجب مهني، بل هو ضرورة لحماية الأرواح وضمان سلامة المواطنين على الطرقات. يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على سلوك هؤلاء السائقين لضمان عدم تعرض أي شخص للخطر بسبب تصرفات غير مسؤولة.