العربية.ما alaarabiya.ma

حق الساكنة في حي أزلي بمراكش: سوق نموذجي غائب وحقوق اجتماعية مهدورة

alt=
العربية.ما / محمد شيوي

ضرورة سوق نموذجي يلبي احتياجات السكان بحي أزلي.

رغم المساحة الجغرافية الواسعة وكثافتها السكانية المهمة، يعاني حي أزلي بمقاطعة المنارة جليزي في مراكش من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وخاصةً سوق نموذجي يلبي احتياجات السكان. حيث يعتبر هذا السوق من أهم الحقوق الاجتماعية التي يجب أن يتمتع بها كل حي، إلا أن سكان أزلي يجدون أنفسهم مضطرين للتسوق في سوق عشوائي يقع في أحد أزقة حي تاشفين.

يعيش السوق العشوائي في حالة من الفوضى وسوء التنظيم، حيث يُعاني الباعة والمستهلكون من غياب المعايير الصحية والمرافق الأساسية والارتفاع في الأثمنة المستمرة، ناهيك عن تشويه جمالية الحي سياحيا. هذا الوضع لا يتماشى مع تطلعات سكان الحي، الذين يرغبون في الحصول على سوق منظم يوفر لهم الخضروات والفواكه واللحوم والسلع الأساسية.

على الرغم من وجود جمعية “الازدهار للتنمية” برئاسة السيد سعيد الخريبكي وهو صاحب حطة للخضر بالسوق، التي تدافع عن حقوق السكان، إلا أن الجهود المبذولة لا تزال غير كافية لتلبية المتطلبات الأساسية للساكنة. تعد الجمعية جزءًا من فدرالية المجتمع المدني بأزلي، تعمل في المنطقة، لكنها تبقى غائبة عن تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، مثل إنشاء سوق نموذجي.

السؤال الذي يطرح نفسه: ما دور الجمعية في الدفاع عن حقوق هؤلاء الباعة، وما هو مصير حقوقهم الاجتماعية، مثل التأمين والرعاية الصحية؟ إن كل بائع يمثل رب أسرة، وغالبًا ما يكون لديه ستة أفراد على الأقل يعتمدون على دخله. لذا، فإن غياب السوق النموذجي ينعكس سلبًا على مستوى المعيشة في الحي ويزيد من معاناة الأسر.

يجب على الجهات المعنية أن تأخذ بعين الاعتبار أصوات سكان حي أزلي وتعمل على إنشاء سوق نموذجي يلبي احتياجاتهم. كما ينبغي تعزيز دور الجمعيات المحلية في الدفاع عن حقوق السكان والعمل على تحسين الظروف المعيشية لهم. إن تحقيق هذه المطالب سيعود بالفائدة على جميع الأطراف، وسيساهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا ورفاهية.

إن حق الساكنة في سوق نموذجي ليس مجرد مطلب، بل هو ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في حي أزلي.

Exit mobile version