حي تاشفين بمنطقة أزلي تحت المجهر.
في ظل الفوضى المتزايدة التي يعرفها حي تاشفين بمنطقة أزلي بمقاطعة المنارة جليز بمراكش، أقدمت السلطات المحلية على شن حملة تطهيرية بداية الأسبوع الماضي. الهدف من هذه الحملة هو تحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي الذي يفرضه عشرات الباعة المتجولين، الذين حولوا أزقة الحي إلى سوق عشوائي قار.
يعاني سكان أزلي من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وخاصةً غياب سوق نموذجي يلبي احتياجاتهم. يعتبر السوق من أهم الحقوق الاجتماعية التي يجب أن يتمتع بها كل حي، لكن الواقع يكشف عن اضطرار سكان أزلي للتسوق في سوق عشوائي يفتقر إلى المعايير الصحية والمرافق الأساسية. يعيش الباعة والمستهلكون في حالة من الفوضى وسوء التنظيم، حيث تتزايد الأسعار باستمرار وتُشوه جمالية الحي.
رغم وجود جمعية “الازدهار للتنمية” برئاسة السيد سعيد الخريبكي، إلا أن الجهود المبذولة لتحسين الوضع لا تزال غير كافية. الجمعية، التي تُعد جزءًا من فدرالية المجتمع المدني بأزلي، والتي من المفروض أن تعمل على الدفاع عن حقوق السكان وتجاره، لكنها لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، مثل إنشاء سوق نموذجي.
يُطرح سؤال مهم حول دور الجمعية في الدفاع عن حقوق الباعة، وما هو مصير حقوقهم الاجتماعية مثل التأمين والرعاية الصحية. فكل بائع يمثل رب أسرة، وغالبًا ما يكون لديه ستة أفراد على الأقل يعتمدون على دخله. لذا، فإن غياب السوق النموذجي ينعكس سلبًا على مستوى المعيشة في الحي ويزيد من معاناة الأسر.
يجب على الجهات المعنية أن تأخذ بعين الاعتبار أصوات سكان حي أزلي وتعمل على إنشاء سوق نموذجي يلبي احتياجاتهم. ينبغي تعزيز دور الجمعيات المحلية في الدفاع عن حقوق السكان وتجارهم وتحسين الظروف المعيشية لهم. إن تحقيق هذه المطالب سيعود بالفائدة على جميع الأطراف، ويساهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا ورفاهية.
إن حق الساكنة في سوق نموذجي ليس مجرد مطلب، بل هو ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في حي أزلي. تتطلب الظروف الحالية تحركًا عاجلاً من الجميع، لضمان تحقيق حياة كريمة للسكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية.