تعاني دار الشباب سوس العالمة تيكوين بمدينة أكادير من وضعية كارثية تهدد بفقدان هذا المرفق لدوره الأساسي في التنشئة السليمة للأطفال والشباب. الوضع المزري الذي تعيشه دار الشباب، والذي وثقته مجموعة من الفيديوهات يعكس حجم الإهمال وغياب الصيانة، حيث أصبحت الأرضيات المكسرة والنفايات المنتشرة داخل مرافق المؤسسة مشهداً مألوفاً، وقنينات الخمر في ظل غياب أي تدخل من وزارة الشباب.
دار الشباب، التي كان من المفترض أن تكون فضاءً تربوياً وثقافياً يساعد الأطفال والشباب على تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم، تحوّلت إلى مكان غير آمن تنعدم فيه الشروط الأساسية لممارسة الأنشطة الترفيهية أو التعليمية. كما أن تدهور البنية التحتية والأسوار المهترئة يزيد من خطورة هذا الوضع، ويؤكد التراجع الكبير في دور الوزارة الوصية في الاهتمام بهذا المرفق الحيوي، الذي يُعتبر متنفساً مهماً لشباب المنطقة.
إن تردي هذه المرافق لا ينعكس فقط على الجانب المادي، بل يمتد تأثيره السلبي إلى نفسية الأطفال والشباب الذين يرتادون هذا الفضاء، حيث يفترض أن يجدوا بيئة تحفز على الإبداع وتساهم في تنشئتهم بشكل سليم، بدلاً من مواجهة مشاهد الإهمال والفوضى التي قد تُرسخ في أذهانهم مفاهيم سلبية عن دور المؤسسات العامة.
في ظل هذه المعطيات، يُطرح تساؤل جوهري: هل ستتدخل المديرية الجهوية ووزارة الشباب لإنقاذ دار الشباب سوس العالمة من هذا الوضع المزري، أم أنها ستكتفي بالتفرج في انتظار كارثة قد تعيد إلى الأذهان فاجعة سنة 2006، حين توفي طفل ومؤطر تربوي بعد انهيار سقف قاعة بنفس دار الشباب؟
استغرب المتتبعين من قنينات الخمر والازبال المتواجده بمقربة من سكن وظيفي.
من حهة أخرى استنكرت جمعية إتحاد إسمكان، ما أسمته بـ”التصرفات المشينة واللامسؤولة التي تعرضوا لها مؤخرا من إهانة وكلام غير مسؤول، ومحاولة إغلاق لأبواب دار الشباب ، ومنعهم من مراسيم الدبيحة لولا تدخل جهات مسؤولة.
واستنكروا بشدة، “هذا السلوك المشين للمسؤول عن دار الشباب، الذي يفترض فيه أن يكون نموذجا في إدارة وتدبير مرفق يساهم في التربية على الأخلاق الحميدة وقيم المواطنة والديمقراطية وسعة الصدر والتسامح”، معتبرا “السلوكات المشينة والمتكررة؛ خرقا سافرا للقوانين الجاري بها العمل، والتي تتعارض مع المحافظة على التراث والأدوار الجديدة المنوطة بالمجتمع”.
وأكدت الجمعية في ولوج دار الشباب والاستفادة من مرافقها حسب القانون، وحق الجمعية في تنظيم أنشطتها بالمرفق، كما عبرت عن“إدانتها الشديدة للتصرفات المستنكرة والمتكررة للمسؤوا عن دار الشباب في حق الجمعية.
وتطالب جمعية إسمكان الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية مرفق دار الشباب سوس العالمة، كما دعت جميع الجمعيات بالمنطقة إلى اليقظة والاستمرار في أداء واجبهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة، والانخراط بكل فاعلية لجعل دار الشباب فضاء للتربية على قيم المواطنة، مع دعوة كافة مكونات المجتمع المدني إلى التضامن والتصدي لكل الأشكال الرامية إلى حرمان الجمعيات من حقوقها الطبيعية والمشروعة.