بحضور استثنائي رفيع المستوى، انطلقت اليوم الإثنين (17 يوليو 2023) أعمال الملتقى العلمي الدولي: “الثقافة والفنون ودورهما في مكافحة الجريمة والتطرف”، والذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، بهدف التعريف بوظيفة العمل الفني والثقافي في مجال مكافحة الجريمة، وإبراز أهمية المحتويات الثقافية والفنية في دعم التعايش، واستعراض أفضل الممارسات والتجارب العربية والإقليمية والدولية في المجال.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي تتواصل أعماله على مدى ثلاثة أيام، حضورا رفيع المستوى لمسؤولين وخبراء من وزارات الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والإعلام والثقافة في الدول العربية، وممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية، إضافة إلى باحثين من الجامعات والجهات المختصة.
واستهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، أكد فيها أن غيث الثقافة ومنبع الفن لا محيص عن العودة إليهما في كل ما يتصل بالإنسان، ذلك أن الثقافة والفن هما الأقرب صلة بمشاعر البشر وأحاسيسهم، مشيرا إلى أن الجريمة والتطرف نتاج ظروف اجتماعية قاسية، خلت من قدوة مجتمعية.
وقدم المدير العام للإيسيسكو خمس توصيات، تتمثل في أن تكون السياسات الثقافية و الفنية ملاذا حقيقيا لمعالجة معضلات الجريمة و التطرف، والتأكيد الدائم على أن المثقف هو عضو أصيل في ملحمة البناء الاجتماعي الحضاري، وأن تكون مواد التكوين الثقافي والفني موادا لازمة جاذبة في سلك الدراسة قبل الجامعية، وتأسيس مجمعات ثقافية محدودة فى الأحياء والمناطق لتقدم خدمات ثقافية وفنية تلبي الحاجات على ذلك المستوى، والالتفات إلى النشء التفاتا يماثل عظم التحديات الماثلة.
وتواصلت الجلسة التي أدارها السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، بكلمة ألقاها السيد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل بالمملكة المغربية، أشار فيها إلى أهمية الثقافة والفنون لتكوين مرجعية ثقافية لدى الإنسان، موضحا أن المملكة المغربية حرصت على نهج مقاربة وطنية مندمجة في مجال التصدي للإرهاب والتطرف.
وفي كلمته أشار الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، إلى أن المقاربة الأمنية لا يمكن أن تنجح وحدها في مكافحة الجريمة، لذلك سعى المجلس إلى تعزيز دور الثقافة والفنون في مكافحة الإرهاب وأعمال التطرف، من خلال عدد من البرامج والمبادرات.
ومن جانبه، أبرز السيد خالد بن عبد العزيز الحرشف، وكيل العلاقات الخارجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن الملتقى يندرج ضمن الشراكة التي تجمع بين الجامعة والإيسيسكو، وضمن الوعي بكون الفن أحد مسارات دعم التعايش ومكافحة التطرف والتقارب الحضاري، مستعرضا جهود الجامعة في المجال الأكاديمي والأمني.
وعقب ذلك تبادل المدير العام للإيسيسكو ووكيل العلاقات الخارجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدروع التذكارية.
وتناولت الجلسة الأولى في الملتقى دور الفن والثقافة في الدمج المجتمعي من خلال برامج إعادة التأهيل، والتي أدارها الدكتور أحمد سعيد أباه، مستشار المدير العام للإيسيسكو للشراكات والتعاون الدولي المشرف على الأمانة العامة للجان الوطنية والمؤتمرات، وتحدث فيها والي الأمن السيد محمد الدخيسي، المدير المركزي للشرطة القضائية رئيس المكتب المركزي الوطني في المملكة المغربية، والدكتور أنجليو ميرامونتي، خبير بمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، والدكتورة سماح محمد لطفى محمد عبد اللطيف، أستاذ مساعد علم اجتماع الجريمة بجامعة العريش المصرية، والسيد أحمد جنيدي، خبير بمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة.
فيما ستناقش الجلسة الثانية في اليوم الأول للملتقى سبل تعزيز وتطوير دور الثقافة والفن في مكافحة الجريمة، والجلسة الثالثة أنواع الأعمال الثقافية والفنية ومدى إسهامها في مكافحة الجريمة والتطرف.