عيد الاستقلال ملحمة الكفاح من أجل وحدة الوطن وسيادته.
يخلد الشعب المغربي، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، اليوم الاثنين 18 نونبر الجاري، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، الذي يجسد أرقى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح من أجل وحدة الوطن وسيادته.
تعتبر هذه الذكرى محطة راسخة في تاريخ المملكة وفي وجدان كل المغاربة، حيث تحمل دلالات عميقة وقيمة رفيعة، وتستحضر السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي يعكس الوطنية الحقة. كما تجسد انتصار إرادة العرش والشعب في التحرر من الاستعمار، وإرساء أسس مغرب مستقل وموحد.
في هذا الإطار، يتذكر المغاربة الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة في 9 أبريل 1947، والتي أكدت على تشبث المغرب بحرية الوطن ووحدته الترابية. كما تبرز المحطات النضالية للحركة الوطنية، التي عملت على نشر الوعي الوطني وتعريف القضية المغربية في المحافل الدولية، مما ساهم في تعزيز الروح النضالية بين صفوف الشعب.
لم يفلح الاستعمار في وقف هذا المد النضالي، حيث شهدت كافة ربوع المملكة معارك بطولية تجسد مقاومة الشعب المغربي. ومن أبرز تلك المحطات، الانتفاضات الشعبية والمعارك التي خاضها المقاومون، مما أكد على التلاحم الوثيق بين الملك والشعب.
تجسد ذكرى عيد الاستقلال لحظة تحامٍ للأمة، حيث انطلقت شرارة ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953. وبعد عودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى في 18 نونبر 1955، أعلن انتهاء نظام الحماية وبزوغ فجر الحرية.
اليوم، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل المغرب مسيرته نحو تحديث الدولة وتعزيز الوحدة الترابية، مع التركيز على التنمية المستدامة. إن الاحتفال بعيد الاستقلال يمثل مناسبة لاستحضار تاريخ المغرب الغني بالأمجاد، وإذكاء روح المواطنة، وتحصين المكاسب الديمقراطية، وضمان مستقبل واعد للأجيال القادمة.