رشيد الطاوسي بين أحضان نادي الكوكب الرياضي المراكشي
في خطوة أثارت موجة من الحماس والآمال بين جماهير المدينة الحمراء، أعلن المكتب المديري لنادي الكوكب الرياضي المراكشي عن تعاقده مع المدرب الوطني رشيد الطاوسي لقيادة الفريق الأول لمدة موسمين رياضيين، في مرحلة جديدة تبدو واعدة وطموحة بعد العودة التاريخية إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية.
هذا القرار جاء بعد فسخ التعاقد بالتراضي مع المدرب رضا حكم، الذي حظي برسالة شكر من النادي تقديرا للجهود التي بذلها خلال فترة توليه القيادة الفنية، وخصوصا إسهامه في صعود الفريق إلى قسم الأضواء.
لكن الأنظار الآن تتجه إلى الرجل الذي لطالما كان اسمه مرادفا للإنجازات الكبيرة في الكرة الوطنية. رشيد الطاوسي، المدرب المخضرم الذي راكم تجربة تمتد لأكثر من ثلاثين سنة، سيحمل على عاتقه مهمة ثقيلة: إعادة الكوكب إلى دائرة المنافسة الجدية، وإعادة إشعال شرارة الحلم المراكشي في القلوب.
من اتحاد سيدي قاسم إلى الجيش الملكي، ومن الوداد إلى الرجاء، ومرورا بمحطات خالدة مع المغرب الفاسي، نهضة بركان وأولمبيك خريبكة والنادي القنيطري، استطاع الطاوسي أن يرسخ اسمه كأحد أكثر المدربين المغاربة خبرة وتأثيرا في تاريخ الكرة الوطنية.
ولا تزال جماهير الكرة تتذكر بفخر الثلاثية التاريخية التي حققها رفقة المغرب الفاسي موسم 2011-2012، حيث رفع كأس الكونفدرالية الإفريقية، وتوج بكأس السوبر الإفريقي، وكأس العرش، ليصنع مجدا لا ينسى.
اليوم، يعود الطاوسي محملا بخبرة السنين وطموح التحدي، في تجربة جديدة مع فريق عريق ينهض من رماده، باحثا عن أمجاده الضائعة وسط تشجيعات جماهير لا تعرف الاستسلام.
في بلاغه الرسمي، أكد المكتب المديري للكوكب أن التعاقد مع رشيد الطاوسي يأتي في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى تحقيق طموحات جماهير النادي الوفية، وإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية بين الكبار. وأضاف أن الثقة في مؤهلات الطاوسي ليست فقط بناء على سجله، بل أيضا على قدرته في بناء فرق تنافسية بروح قتالية وشخصية قوية.
العودة إلى القسم الأول لا تعني الاكتفاء بالاحتفال، بل تلزم النادي والطاقم الفني بتحقيق الاستقرار الفني والتكتيكي، وتعزيز صفوف الفريق بعناصر قادرة على التماهي مع فلسفة المدرب.
الكرة الآن في ملعب رشيد الطاوسي، لكن الدعم الجماهيري سيكون كما عهدناه، هو الوقود الحقيقي لأي انتصار قادم.
إذا كان التاريخ يعيد نفسه أحيانا، فإن جماهير الكوكب تأمل أن تكون هذه العودة بمثابة بداية جديدة لكتابة فصول المجد من جديد، بقيادة رجل يعرف جيدا طعم التتويج، ويملك مفاتيح النجاح في الملاعب المغربية.
مراكش تستعيد الأمل… والكوكب يستعيد البوصلة. فهل تكون هذه بداية العهد الذهبي الجديد؟