استهل رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، جولته الإفريقية بزيارة إلى نواكشوط (يوم الثلاثاء 27 غشت 2024)، حيث استقبله الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وأعضاء من حكومته، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين إسبانيا ودول غرب إفريقيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية التي شهدت تزايدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة.
ومن المقرر أن يعقد الطرفان جلسة محادثات، يعقبها توقيع سلسلة من الاتفاقيات التي تركز بشكل أساسي على مكافحة تهريب المهاجرين. ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه موريتانيا عن عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب في الثاني من شتنبر المقبل، لمناقشة تشريعات جديدة تهدف إلى تشديد القوانين المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، بما في ذلك إنشاء محكمة متخصصة لمكافحة تهريب المهاجرين وتنفيذ عقوبات جنائية أكثر صرامة.
وتعتبر موريتانيا المحطة الأولى في جولة سانشيز، وستستمر حتى يوم الخميس، ترافقه فيها وزيرة الإدماج والهجرة إلما سايز ووزير الاقتصاد كارلوس كويربو. وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لسانشيز إلى موريتانيا خلال ستة أشهر، بعدما زارها في فبراير 2024 برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث تم الإعلان عن مساعدات بقيمة 500 مليون يورو لدعم إدارة الهجرة.
كما ستشتمل الجولة كل من غامبيا والسنغال، وهما دولتان تعتبران من أهم نقاط الانطلاق للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر البحر. وتأتي هذه الجولة في ظل زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري الإسبانية منذ بداية العام، حيث سجلت السلطات الإسبانية وصول أكثر من 22 ألف مهاجر حتى منتصف غشت/أغسطس، مقارنة بحوالي 9864 مهاجرًا في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يمثل زيادة بنسبة 126%.
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات السنغالية أنها اعترضت مساء الإثنين 26 غشت الجاري قاربًا يقل 76 مهاجرًا من السنغال وغامبيا وغينيا ومالي وغينيا بيساو، قبالة سواحل العاصمة دكار، في إطار الجهود المستمرة لوقف تدفق المهاجرين عبر البحر.
كما أفادت مصادر إعلامية أنه تزامنا مع جولة سانشيز، ستبدأ إسبانيا فرض تأشيرة عبور للموريتانيين الذين يتوقفون في المطارات الإسبانية اعتبارا من اليوم (28 غشت/أغسطس 2024).