شاب يفقد حياته غرقا في مياه سد لالة تكركوست بإقليم الحوز .

شاب يفقد حياته غرقا في مياه سد لالة تكركوست بإقليم الحوز .
العربية.ما / محمد شيوي

 شاب يفقد حياته غرقا في مياه سد لالة تكركوست

تحولت لحظات فرح إلى مأساة موجعة مساء السبت 5 يوليوز الجاري، بسد لالة تكركوست، بإقليم الحوز، بعدما لقي شاب في مقتبل العمر مصرعه غرقا، في حادثة تهز القلوب وتعيد إلى الواجهة واقع الإهمال الذي يرافق مواسم الاصطياف بمناطق غير مهيأة للسباحة.

الضحية، شاب يبلغ من العمر 28 سنة، ينحدر من جماعة مولاي إبراهيم، خرج رفقة أصدقائه في نزهة عادية، باحثا عن بعض الراحة بين أحضان الطبيعة ومياه السد التي كثيرا ما تشكل ملاذا شعبيا في ظل موجات الحر القاسية. لكن تلك اللحظات التي بدأها بضحكات وأمل، انتهت بصمت ثقيل، حين غاص جسده في عمق المياه واختفى إلى الأبد، دون أن يتمكن من الصعود مجددا، وسط ذهول أصدقائه الذين تجمدوا أمام مشهد الفقد المفاجئ.

وفور التوصل بإشعار الحادث، هرعت عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية إلى المكان، حيث باشرت فرق الغطس عمليات البحث والتمشيط التي استمرت لساعات طوال، قبل أن تتمكن صباح يومه الأحد من انتشال جثة الشاب، في مشهد مؤلم هز كل من حضر تفاصيله.

وقد جرى نقل الجثمان إلى مستودع الأموات قصد إخضاعه للتشريح الطبي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، في وقت فتحت فيه المصالح الأمنية تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على حيثيات الحادث وتحديد المسؤوليات إن وجدت.

حادثة الغرق المروعة هذه ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة ما لم يعاد النظر في سياسة التعامل مع السباحة في السدود والوديان، التي تتحول كل صيف إلى مقابر مائية تبتلع أحلام شباب في ريعان الحياة، فروا من حرارة الصيف نحو برك بلا حراس، وبلا إشارات تحذير، وبلا بنية أمان تحمي أرواحهم.

كم من شاب غادر بيته باحثا عن المتعة والانتعاش، فعاد إليه ملفوفا في كفن؟ كم من أسرة تلقت خبر الفقد على حين غرة؟ هذه الفواجع الصامتة يجب ألا تظل مجرد أرقام في سجلات الحوادث الموسمية، بل ناقوس خطر يستوجب استنفارا حقيقيا من طرف الجهات المعنية.

بات من الضروري والملح أن توضع خطط عاجلة لتأمين محيطات السدود والمجاري المائية، عبر منع السباحة فيها بصرامة، مع إطلاق حملات تحسيسية وتوفير بدائل ترفيهية آمنة، خاصة في المناطق القروية التي يفتقر فيها الشباب لأدنى وسائل الاصطياف المأمون.

إن وفاة شاب في عز شبابه، غرقا في سد غير مؤهل للسباحة، ليست قضاء وقدرا فقط، بل نتيجة مباشرة لإهمال ممنهج، تسأل عنه جهات متعددة، ويجب أن يفتح نقاشا مجتمعيا حقيقيا حول الحق في الترفيه الآمن والعيش الكريم.

فإلى متى يستمر هذا النزيف الصامت؟
إلى متى تبقى أرواح شبابنا رهينة العشوائية والتهميش؟
ومتى ندرك أن كل ضحية، ليست مجرد رقم، بل حياة كانت تنبض بالأمل، خطفها الغرق… وخذلها الواقع؟

Exit mobile version