في زمن تتزايد فيه شكاوى المنظومة التعليمية، ويحمل فيه التعليم العمومي أوزار الإهمال وقلة الموارد، يبرز العديد من رجال ونساء التعليم كل من موقعه وإمكانياته وتطوعه، لا يشتكون بل يشتغلون، ولا ينتظرون بل يبدعون.
نموذج من إقليم طاطا، بثانوية محمد السادس التأهيلية وبمبادرة شخصية فريدة من نوعها، وبمساهمة وإبداع من تلاميذه. حول استاذ جدران قسمه إلى معرض فني نابض بالحياة، ليمنح تلاميذه جرعة أمل، وللمدرسة العمومية نفسا جديدا.
لم يكن هذا التزيين عشوائيا، بل جاء بتخطيط واضح، حيث تحولت الجدران إلى وسائط تعليمية في ذات الوقت: فهناك جمل تحفيزية، رموز تربوية، ومقولات تشعل حماسة الطلاب وتوقظ فيهم روح المبادرة.
إن ما قام به الأستاذ مشكورا ليس مجرد تزيين جدران، بل هو فعل تربوي بامتياز، يعبّر عن فلسفة عميقة تؤمن بأن القسم ليس فقط مكانًا للتلقين، بل فضاء للتشكّل النفسي والفكري والوجداني. هذا النوع من الأساتذة لا يصنع تلاميذ ناجحين فقط، بل يزرع فيهم الشغف للنجاح والتفوق، وروح الوطنية والانتماء لهذا البلد العظيم، وهو أعظم ما يمكن أن يقدمه استاذ لتلامذته.
وبينما اكتفى الكثيرون من رجال التعليم برفع شعارات الإحباط، اختار الأستاذ اكراف أن يكون قدوة بصمت، مؤمنًا بأن التغيير يبدأ من القسم، لا من القاعات الفاخرة ولا المؤتمرات المنمقة.
