يواجه مركز تصفية الكلى بالمستشفى الإقليمي بطاطا منذ أكثر من شهر وضعاً متأزماً بسبب غياب طبيب مختص في تصفية الدم، مما جعل حياة 46 مريضاً يعانون من القصور الكلوي عرضة للخطر.يعتمد المرضى على جلسات التصفية كوسيلة أساسية للبقاء على قيد الحياة، لكن غياب الإشراف الطبي المتخصص إلى جانب نقص الإمكانات الضرورية يفاقم معاناتهم الصحية.
ورغم أن المركز كان يتوفر سابقاً على طبيبة متخصصة غادرت دون تعويض كافٍ، إلا أن المسؤولية تُركت لطبيب عام، بمساعدة ثمانية ممرضين يعملون بنظام التناوب بمعدل أربعة ممرضين كل أسبوع. ورغم الجهود المبذولة، فإن غياب طبيب مساعد، وهو تحدٍّ شائع يواجه معظم المستشفيات المغربية، يعقد إدارة الحالات الصحية الحرجة بشكل لافت.
علاوة على ذلك، يواجه المرضى نقصاً واضحاً في الخدمات الأساسية داخل المركز، حيث لا تُقدم لهم وجبات الفطور أو الغداء رغم أن جلسات تصفية الدم تمتد لخمس ساعات متواصلة، مما يسبب لهم إنهاكاً جسدياً شديداً. ومع غياب الدعم الغذائي المطلوب لاستعادة طاقتهم، تزداد معاناتهم اليومية بشكل لافت.
كما تبرز تحديات إضافية تتعلق بوسائل النقل، خاصة بالنسبة للمرضى القادمين من مناطق نائية مثل أقا، فم الحصن، تيسينت، تگموت، وتمنارت. يضطر هؤلاء المرضى لقطع مسافات طويلة للوصول إلى المركز، ما يزيد من صعوبة وضعهم الصحي والاقتصادي، خصوصاً في ظل غياب أي حلول لتخفيف مشقة التنقل.
إن الوضع الحالي يفرض على الجهات المعنية، خاصة وزارة الصحة، التدخل الفوري لتعيين طبيب مختص في تصفية الدم، وتحسين الخدمات المقدمة في المركز. فالمرضى بحاجة إلى أكثر من مجرد جلسة تصفية؛ إنهم بحاجة إلى متابعة صحية متكاملة، ورعاية إنسانية تراعي ظروفهم الصعبة.
جدير بالذكر أن مركز تصفية الكلى بطاطا، والذي تشرف عليه جمعية التضامن لتصفية الدم ودعم المؤسسات الصحية تأسس سنة 2013 كمنارة أمل للمرضى في المنطقة، أصبح اليوم شاهداً على معاناة مستمرة. وبينما تستمر الجهود الفردية لتقديم الدعم، يبقى السؤال: هل ستتحرك الجهات المسؤولة لمعالجة الأزمة، أم سيظل المرضى يدفعون ثمن الإهمال؟