العربية.ما alaarabiya.ma

عاشوراء .. استعمال المفرقعات والألعاب النارية يثير سخط سكان حي أزلي 2 ورياض المنارة وتاشفين في مراكش

alt=
العربية.ما / محمد شيوي

مفرقعات عاشوراء… خطر يهدد حياة المغاربة

شهدت أيام عاشوراء هذا العام حالة من السخط والاستياء بين السكان المحليين نتيجة لانتشار استعمال المفرقعات والألعاب النارية في أرجاء حي أزلي 2 وتاشفين ورياض المنارة وخصوصا بالحديقة العمومية بمراكش.

عاشوراء

شهادات ساكنة الحي .

وقال أحد سكان الحي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، “إن الأصوات القوية للمفرقعات والألعاب النارية تسببت في الإزعاج والقلق لدى الكثير من الأهالي، لا سيما كبار السن والأطفال. لقد شعرنا بانعدام الأمن في منازلنا وفي الشوارع المحيطة”. واعتاد الأطفال على اقتناء ما يسمونه “قنبول” (المفرقعات) خلال الأيام التي تسبق الاحتفال بعاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، فيتراشقون بها، أو يرمونها على المارة أحياناً لإثارة ردود أفعالهم، علماً أنها تحدث ضوضاء وتثير قلق المرضى.
بالإضافة إلى الضجيح الذي تحدثه المفرقعات، قد تؤدي إلى إصابات وإعاقات جسدية وموت واندلاع الحرائق في المنازل والمحال التجارية والسيارات، وبالتالي الخسائر المادية. وقبل نحو أسبوعين من حلول عاشوراء، عادت المفرقعات إلى شوارع وأزقة الحي، وعادت معها حالة من القلق والانزعاج والخوف على سلامة الأشخاص والممتلكات.

في المقابل، أشار بعض المواطنين إلى أن استعمال المفرقعات والألعاب النارية في هذه المناسبة هو جزء من التقاليد والعادات المرتبطة بأيام عاشوراء في المنطقة. وقالوا إنه من الصعب منع هذه الممارسات بشكل كامل، ولكن يجب على السلطات التنسيق مع السكان لتنظيم هذه الأنشطة بما يضمن الحفاظ على الأمن والسكينة العامة.

المطالبة بالاهتمام والرعاية من قبل السلطة المحلية والأمنية

ختم السكان تصريحاتهم بالمطالبة بمزيد من الاهتمام والرعاية من قبل السلطات المحلية والأمنية خلال هذه المناسبة الهامة، مؤكدين على ضرورة إيجاد حلول توافقية تراعي المصالح المتضاربة بين الأهالي وتقاليد الاحتفال بعاشوراء. وأضاف السكان أن السلطات المحلية والأمنية لم تتخذ أي إجراءات ملموسة لمنع هذه الممارسات أو الحد منها، مما زاد من حالة الاستياء بين الأهالي. وأكدوا على ضرورة تدخل المسؤولين لضمان سلامة وأمن السكان خلال هذه المناسبة الدينية الهامة. وللأمانة، ومن خلال ارسال رسالة قصيرة لعميد الدائرة 23 للأمن الوطني، كان تجاوب فوري حيث أقدمت دورية من عناصر الأمن الوطني إلى مكان الحادث وعند رؤيتها تفرق المجمع من الشباب واليافعين.

القانون يجرم تنظيم المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني والشهب الاصطناعية الترفيهية والمعدات التي تحتوي على مواد نارية بيروتقنية

وعلى الرغم من تجريم ترويج المواد المتفجرة، إلا أنها تجد طريقها إلى أيدي عدد من الأطفال والمراهقين على الرغم من المخاطر التي تشكلها، ما يثير أسئلة حول مدى تطبيق القانون رقم 22.16 المتعلق بتنظيم المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني والشهب الاصطناعية الترفيهية والمعدات التي تحتوي على مواد نارية بيروتقنية، الصادر في يونيو عام 2018، لردع المخالفين والحد من التجاوزات.

وتنص المادة 54 من القانون على أنه يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة مالية تتراوح ما بين 50 ألف درهم و 500 ألف درهم أو بإحدى العقوبتين، كل من يحوز دون مبرر قانوني مواد أولية أو مواد متفجرة أو شهباً اصطناعية ترفيهية أو معدات تحتوي على مواد نارية بيروتقنية، أو يقوم بإدخالها بطريقة غير قانونية إلى التراب الوطني.
كما يحظر القانون صنع واستيراد وتخزين المتفجرات والشهب الاصطناعية الاحتفالية من دون ترخيص. وينص على غرامة تتراوح ما بين 10 آلاف و20 ألف درهم بحق كل من يستغل مصنعاً أو مستودعاً لا يحكم إدارة سجلاته وتصاميمه بشكل منتظم، أو يمتنع عن تقديمها لأعوان الإدارة أو لا يوافي الإدارة بالمعلومات المطلوبة، بالإضافة إلى كل من استورد الشهب الاصطناعية الترفيهية من الفئة الأولى أو صنعها، أو خزنها أو تاجر بها أو وزعها، وكل من عرقل المراقبة التي تقوم بها الإدارة.

دور الجمعيات السكنية في الحي أيام الاحتفال بعاشوراء

يمكن أن تلعب الجمعيات السكنية في الحي دورًا محوريًا في التعامل مع قضية استخدام المفرقعات والألعاب النارية خلال أيام عاشوراء في ظل غياب السلطات المحلية والأمنية. فيما يلي بعض الدور المحتمل للجمعيات السكنية:

1. التنسيق والتواصل مع السلطات المحلية:
– التواصل مع المسؤولين المحليين وإبلاغهم بالمخاوف والشكاوى المتزايدة من السكان.
– المطالبة بتفعيل الإجراءات التنظيمية والأمنية الكفيلة بحماية السكان.

2. تنظيم حوارات مجتمعية:
– عقد اجتماعات وندوات لمناقشة المشكلة مع السكان وإشراكهم في إيجاد الحلول.
– تمكين السكان من التعبير عن مخاوفهم وتطلعاتهم بشكل مباشر.

3. تعزيز التثقيف والتوعية:
– إطلاق حملات توعوية للسكان حول المخاطر المرتبطة باستخدام المفرقعات.
– طبع مطويات لتعليم السكان طرق الاحتفال الآمنة.

4. المبادرة بحلول بديلة:
– اقتراح وتنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية بديلة للاحتفالات التقليدية.
– تخصيص أماكن آمنة ومراقبة لاستخدام المفرقعات بشكل منظم.

5. التنسيق مع الجهات الأمنية:
– التواصل مع الشرطة والسلطات الأمنية لتعزيز الرقابة والإنفاذ في المنطقة.
– متابعة الشكاوى المقدمة واستفسار عن آخر المستجدات.

من خلال هذه الأدوار، يمكن للجمعيات السكنية أن تكون همزة الوصل بين السكان والسلطات المحلية لمواجهة هذه المشكلة والتخفيف من حدة التوترات المجتمعية.

Exit mobile version