احتضن المركب الرياضي الكبير بمدينة فاس، مساء يوم ودي حافل بالإثارة، مباراة جمعت بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره التونسي، وانتهت بفوز مستحق لأسود الأطلس بهدفين دون رد.
شهدت المباراة منذ بدايتها تفوقاً واضحاً للمنتخب المغربي من حيث الاستحواذ والفرص السانحة للتسجيل. فقد سيطر أبناء وليد الركراكي على مجريات اللعب بنسبة استحواذ بلغت 61% مقابل 39% فقط لنسور قرطاج، كما بلغ عدد تمريراتهم 449 تمريرة بدقة 84%، ما يعكس السيطرة والانسجام في صفوف الفريق المغربي.
في الدقائق الـ25 الأولى، أهدر المنتخب المغربي عدداً من الفرص الحقيقية، أبرزها كانت في الدقيقة 29، عندما ارتقى يوسف النصيري لرأسية خطيرة مرت بجوار المرمى، تبعتها تسديدة قوية من يوسف بلعمري في الدقيقة 35 تصدى لها الحارس التونسي ببراعة.
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي (0-0)، رغم تفوق المغرب من حيث التسديدات التي بلغت 6 محاولات مقابل تسديدة واحدة فقط من المنتخب التونسي، بالإضافة إلى تفوقه في عدد الركنيات (7 مقابل 5).
مع بداية الشوط الثاني، أضاع إلياس بن الصغير فرصة محققة للتسجيل بعد انفراده بالحارس في الدقيقة 49. بعدها، أجرى مدرب المنتخب التونسي تبديلاً بإدخال حازم مستوري مكان فارس شواط. من جهته، قام المدرب المغربي بتغييرين في الدقيقة 58، حيث دخل كل من سفيان رحيمي وأيوب الكعبي مكان بلال الخنوس ويوسف النصيري، وهو التبديل الذي شكل نقطة تحول كبيرة في المباراة.
في الدقيقة 63، مرر أيوب الكعبي تمريرة رائعة نحو سفيان رحيمي الذي كاد أن يفتتح النتيجة، لكن الفرصة لم تُستغل بنجاح. وفي الدقيقة 68، سدد رحيمي رأسية خطيرة مرت بجانب القائم بعد تمريرة دقيقة.
واصل الركراكي ضخ دماء جديدة في تشكيلته، حيث دخل مروان سنّادي في الدقيقة 78، الذي لعب دوراً حاسماً لاحقاً. في الدقيقة 80، تمكن أشرف حكيمي من فك شفرة الدفاع التونسي بتسديدة مركزة جاءت بعد ركنية نفذها إلياس بن الصغير، مسجلاً الهدف الأول لصالح أسود الأطلس.
واستمر المد والجزر، حتى الدقيقة 91 حين تلقى المدافع التونسي علي العبدي البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء بعد تدخل غير قانوني في منطقة الجزاء. استفاد المغرب من النقص العددي، وفي الدقيقة 93، سجل أيوب الكعبي الهدف الثاني بعد تمريرة حاسمة من مروان سنّادي، مختتماً المباراة بفوز مستحق 2-0 لصالح المنتخب المغربي.
بهذا الأداء المميز، أظهر المنتخب المغربي قوة هجومية واضحة وتنظيماً عالياً على مستوى التمرير والاستحواذ، بينما عانى المنتخب التونسي من كثرة الأخطاء (22 خطأً) وضعف الفاعلية الهجومية. المباراة كانت تجربة ودية ناجحة لأسود الأطلس الذين واصلوا تقديم عروض مقنعة أمام جمهورهم العريض بمدينة فاس.