العربية.ما alaarabiya.ma

عهد “مجلس عرشان” يسجل الغرائب بمدينة تيفلت

30 لتر من الماء ب 5 دراهم بالحي الجديد ومعاناة الساكنة توحي بأنها تعيش في زمن غابر

alt=
العربية.ما - عبد السلام. أ

لازالت مشاكل ومعاناة ساكنة الحي الجديد (طريق آيت بلقاسم)، بمدينة تيفلت التابعة لعمالة الخميسات، تظهر من حين لآخر وبشكل فظيع وخطير في عهد المجلس الجماعي للمدينة الذي يترأسه النائب البرلماني والأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الإجتماعية، عبد الصمد عرشان للولاية الثالثة على التوالي. 

فبعد فضيحة” توزيع المياه عبر الأسطح” الذي تطرقنا إليه في (العربية.ما) بكل مسؤولية واستقلالية وتجرد وغيرة…، اليوم هناك فضيحة أخرى، تم تداولها بقوة عبر (الفايس بوك)، من خلال تدوينة نشرها عضو مجلس تيفلت، عز العرب حلمي في صفحته معززة بصورة جد جد معبرة، تتطلب من مسؤولي وزارة الداخلية فتح تحقيق عاجل وآني وتطبيق شعار: ربط المسؤولية بالمحاسبة، مادام أننا في دولة الحق والقانون التي يقودها عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

كيفية نقل المياه؟!

حيث كتب عز العرب تدوينته تحت عنوان: “تيفلت: 30 لتر من الماء ب 5 دراهم”. وقال فيها: “هي صورة تعبر عن الواقع اليومي لساكنة الحي الجديد، الجديد بالتسمية فقط، فمعاناة الساكنة توحي بأنها تعيش في زمن غابر وفي ظروف تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم.

فكيف يعقل أن يعيش مواطنات ومواطنون بدون ماء واستفادة محدودة من الكهرباء، في بنية تحتية مهترئة، يظهر ضعفها خصوصا في فصل الشتاء… 

ماء يمر عبر الأسطح، عوض الأنابيب تحت الأرضية وبكمية جد محدودة حيث ينقطع باستمرار، الشيء الذي يدفع الساكنة كما هو موضح في الصورة لشراء مياه الآبار بكميات كبيرة لسد حاجياتهم ونقلها عبر هذه العربات، في منظر يرجعنا للعصور البائدة أولإرجاع المدينة لطابعها البدوي الأول.

في النقاش العمومي الوطني، يحضر بشكل كبير مشكل العدالة المجالية بين الجهات أوبين المدينة والقرية، والغريب أن نراه في تيفلت كذلك.

إن وضع هذا الحي يدفعنا للتفكير في السياسة المتبعة من طرف المسؤولين ومسيري الشأن العام، فهو تجسيد واضح لغياب العدالة المجالية بين أحياء المدينة، فلا يمكن المقارنة بين بعض الأحياء المتقدمة نسبيا وهذا الحي، لا على مستوى جودة البنية التحتية، ولا على مستوى التجهيز أوالفضاءات الخضراء والمرافق… الخ.

أليست هذه كلها أحياء تنتمي لمدينة تيفلت؟ هل المواطنون القاطنون في هذه الأحياء أكثر مواطنة وانتماء لهذه المدينة من مواطني الحي الجديد؟ هو تجسيد كذلك لغياب منطق الأولويات عند المسؤولين والمدبرين للشأن العام.

لا أعرف بكل صدق كيف يفكرون عندما ينظمون مهرجانا ضخما تخسر فيه الأموال الطائلة، ويتجاهلون بالمقابل معاناة ساكنة حي محاصر حلمها في الاستفادة من حقوقها الأساسية كالماء والكهرباء والبنية التحتية… علما أننا مع الثقافة والفن والمهرجانات ونعتبرها من روافد التنمية إن كانت مؤطرة بشكل يحترم منطق الأولويات والاستدامة والتدبير العقلاني.

رغبتنا الكبيرة في استفادة كل أحياء المدينة من فرص التنمية نابعة من غيرة عميقة وحب كبير لمدينة تيفلت، ويضرنا بشكل كبير أن نرى هذه التناقضات وهذه المعاناة في مدينتنا، وهذا من أهم دوافع نضالنا سواء داخل المجلس أوخارجه، فلن نمل ولن نكل حتى نحقق نموذج المدينة الذي نحلم به.”

 ما جاء في هذه التدوينة، التي تحمل العديد من الدلالات القوية والإشارات المنطقية الواقعية بدون لغة خشب وبدون “زواق”.. لن نزيد عليها الكثير، بقدر ما سنختم بسؤال عريض جدا: متى يأتي وقت المحاسبة؟ ومعرفة لماذا لم يستفد هذا الحي من “ملايير” برنامج التأهيل الحضري لمدينة تيفلت؟؟.. يتبع..

المصدرالعربية.ما
كلمات دليلية
Exit mobile version