العربية.ما alaarabiya.ma

قمة منتدى بكين 2024: تعميق التعاون الصيني الإفريقي وتعزيز دور المغرب في مبادرة الحزام والطريق

alt=
العربية.ما - العربي حجاج

عقدت اليوم، الأربعاء 4 شتنبر 2024، في العاصمة الصينية بكين، قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني تحت شعار “التكاتف من أجل تعزيز التحديث، وبناء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وإفريقيا”. وتأتي هذه القمة في ظل نمو مطرد للتعاون بين الصين والدول الإفريقية، حيث تسعى الصين إلى تعميق استثماراتها عبر مشروع “طرق الحرير الجديدة” أو”الحزام والطريق”، التي تعد إفريقيا جزءًا حيويًا منه.

الفرص الاقتصادية والتعاون الاستثماري

تمثل هذه القمة فرصة ذهبية للصين والدول الإفريقية لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي. فالصين، التي تستثمر بشكل مكثف في القارة الإفريقية، أبرمت عقوداً تصل قيمتها إلى أكثر من 700 مليار دولار بين عامي 2013 و2023. وهذه الاستثمارات تركز على تطوير البنية التحتية والمشاريع الكبرى، وتبرز القمة كمنصة لاستعراض هذه المشاريع وتعزيزها.

ويأمل المغرب، الذي يلعب دوراً استراتيجياً في هذا السياق، في تعميق علاقاته مع الصين من خلال مشاركته الفعالة في القمة. كما يسعى المغرب إلى الاستفادة من مبادرة “الحزام والطريق” لتعزيز دوره كمركز اقتصادي هام بين إفريقيا وأوروبا، ويعول على استثمارات صينية جديدة في البنية التحتية ومشاريع الطاقة.

الالتزام الصيني بالسيادة والوحدة الترابية

تُظهر الصين التزامها بمبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما تجلى في استبعادها للكيانات الانفصالية مثل البوليساريو من فعاليات المنتدى. هذا الموقف يعزز من موقف المغرب ويعكس استقرار العلاقات الصينية-المغربية، حيث تواصل الصين دعم الوحدة الترابية للدول وتجنب التدخل في النزاعات الإقليمية.

استراتيجيات المغرب في ظل التحولات العالمية

تأتي هذه القمة في وقت يتسم بالتحولات الجيوسياسية، مثل النزاع في أوكرانيا والأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، يعزز المغرب من دوره كحلقة وصل رئيسية بين الصين وإفريقيا، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي لاستقطاب استثمارات صينية. حيث تُعتبر مبادرات مثل خط الغاز نيجيريا-المغرب والميناء الأطلسي للداخلة عوامل محورية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الإفريقية.

دور المغرب في توطيد الشراكة الثلاثية

تُظهر القمة أهمية التعاون الثلاثي بين الصين وإفريقيا والمغرب، الذي يمثل نموذجاً متميزاً للشراكة الدولية. حيث يساهم المغرب، بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، في تعزيز الروابط الاقتصادية بين الصين والدول الإفريقية. وتفتح هذه الشراكة آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات متعددة مثل البنية التحتية، الصناعة، والزراعة.
كما تمثل قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني فرصة مهمة لتوسيع الشراكات الاقتصادية وتعزيز العلاقات بين الصين وإفريقيا، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي للمغرب في هذا السياق. وتواصل الصين تعزيز استثماراتها في إفريقيا من خلال مشاريع “طرق الحرير الجديدة”، فيما يسعى المغرب إلى الاستفادة من هذه الفرص لزيادة دوره كمركز رئيسي في التعاون الدولي والتنموي.

المصدرالعربية.ما
Exit mobile version