في الوقت الذي تعيش فيه مدينة القنيطرة على إيقاع فعاليات النسخة الأولى من مهرجانها الثقافي والفني، والذي تميز بإحياء المغني “طوطو” سهرة موسيقية أثارت الكثير من الجدل بحكم ما يُعرف عنه من استعمال عبارات خادشة للحياء في بعض أغانيه، عاد اسم الوزير السابق ورئيس المجلس الجماعي الأسبق للمدينة، عزيز رباح، إلى الواجهة من خلال تدوينة نشرها على حائطه بموقع فيسبوك، أعاد فيها نشر مقال سابق له، لكن بتوقيت لافت يوحي برسالة واضحة مرتبطة بالسياق الحالي، خاصة مع الحديث عن الميزانية الضخمة التي تم رصدها لتنظيم المهرجان.
عزيز رباح كتب في تدوينته “شجعوا الفن الراقي فهو أيضا يمتع لكن لا يخرب”، قبل أن يضيف “أعيد نشر مقال سابق رداً على أولئك الذين يصرّون على تبذير الأموال في غير الأولويات التي حدّدها خطاب جلالة الملك، وعلى تشجيع قلة الحياء والكلام الساقط والسلوك المنحرف داخل المجتمع والأسرة، وعلى تضييع وتمييع الشباب ــ كنز الوطن ومستقبله ــ الذي يُعوَّل عليه في العهد الجديد والعقود القادمة.”
ولم يخف رباح انتقاده المباشر لطبيعة بعض المهرجانات، قائلاً “ولا تظنوا أنكم بتنظيمكم للمهرجانات بهذا الشكل المنافي للقيم الأصيلة والآداب الرفيعة والذوق الرفيع والفن الراقي المتوازن، ستردّون على وزارة التربية الوطنية التي تطلق برامج للصلاة والأخلاق داخل المؤسسات التعليمية.”
وفي ختام رسالته، يوجه رباح ما يشبه النصح المباشر للقائمين على هذا النوع من التظاهرات قائلاً “إن برامج التبذير والسفاهة والتفاهة والابتذال، لا تصنع تنمية، ولا تضمن استقراراً، ولا تنشر ترفيهاً، مهما مدح المادحون تملقاً، وسكتت بعض المنابر رهبة ورغبة، ونفخ في أرقام الحضور كذباً(هنا اشارة واضحة الى الارقام التي نشرتها ادارة المهرجان بأن عدد حضور فاق 260 الف لسهرة طوطو)، وقبل البعض الاحتضان قسراً.”
تدوينة رباح في هذا التوقيت تبدو وكأنها “تقطر الشمع” على مهرجان القنيطرة، خصوصاً بعد سهرة طوطو التي أثارت نقاشاً في الوسط المحلي بسبب طبيعة الأغاني وأجواء الحفل، فضلاً عن الميزانية الكبيرة التي خصصت له وكذا الارقام الخيالية لعدد المتفرجين. فالوزير السابق أعاد التذكير برؤيته حول ضرورة تشجيع “الفن الراقي الأصيل والعصري والشبابي فهو أيضاً يمتع لكن لا يخرب”، ما يُفهم منه أنه يرفض توجيه الدعم العمومي لفن يعتبره خارج دائرة الذوق الراقي أو القيم الأصيلة.