العربية.ما alaarabiya.ma

ليبيا على حافة الهاوية: خلافات على رئاسة “المركزي” تهدد بحرب جديدة وإغلاق النفط

alt=
العربية.ما - العربي حجاج

تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من التوتر الحاد إثر تصاعد الخلاف حول رئاسة مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، وهو نزاع يعكس انقسامات سياسية أعمق ويهدد بتفجير صراع مسلح جديد بين الفصائل المسلحة المتواجدة في العاصمة. إذ الأزمة التي تفجرت بعد تعيين المجلس الرئاسي لمحمد الشكري محافظًا جديدًا للبنك المركزي، خلفًا للصديق الكبير، فتحت أبواب المواجهة بين المؤسسات الليبية، وسط مخاوف من أن تتحول الخلافات إلى صدامات دامية تزعزع استقرار العاصمة وتهدد بإغلاق حقول النفط.

تطور الأوضاع الأمنية

وفي تطور مقلق للأوضاع الأمنية في ليبيا، اختطف مسلحون مجهولون مدير مكتب محافظ مصرف ليبيا المركزي، راسم النجار، إلى جانب ثلاثة موظفين آخرين من المصرف. ووفقاً لما نقلته “بوابة الوسط” عن أحد أفراد عائلة النجار، فإن الاتصال به قد انقطع منذ وقوع الحادثة. إذ يأتي هذا الحادث وسط تصاعد التوترات حول السيطرة على المصرف المركزي. كما قدم الصديق الكبير، محافظ المصرف، بلاغاً للنائب العام يوم أمس (الأحد 25 غشت/اغسطس 2024)، حذر فيه من محاولة اقتحام مقر المصرف من قبل مجموعة مسلحة، كانت ترافق لجنة التسليم والتسلم المشكلة من المجلس الرئاسي. واعتبر الكبير هذا التحرك تهديداً خطيراً لأهم مؤسسة مالية في البلاد، محذراً من تداعيات سلبية لهذا التصعيد على الصعيدين الداخلي والخارجي.

التوتر يتصاعد مع تحركات المجموعات المسلحة

شهدت طرابلس توافد مجموعات مسلحة من مدن الزاوية ومصراتة ومنطقة جبل نفوسة، منذ صباح الجمعة، ما أثار مخاوف من اندلاع اشتباكات في المدينة. هذه التحركات دفعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى إصدار بيان عاجل تدعو فيه إلى التهدئة والحوار، مشددة على أن اللجوء إلى القوة لحل أزمة المصرف المركزي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المدنيين ويقوض فرص التوصل إلى حل سياسي.

الأمم المتحدة تدعو للحوار وتبدي قلقها

أكدت بعثة الأمم المتحدة، في بيان لها، أنها تبذل جهودًا مكثفة للتواصل مع جميع الأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق سلمي ينهي الأزمة، معربة عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن حشود عسكرية في العاصمة. وأكدت البعثة أن التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع، داعية إلى حوار يضمن حقوق الجميع ويجنب البلاد المزيد من الفوضى.

ردود فعل دولية وتحذيرات أمريكية

لم يقتصر القلق بشأن الأزمة الليبية على الداخل فقط، بل امتد إلى المجتمع الدولي. فقد أعربت السفارة الأمريكية في ليبيا عن خشيتها من تحول الخلاف إلى نزاع مسلح، محذرة من أن أي محاولة لحل النزاع بالقوة ستؤدي إلى “عواقب وخيمة” على استقرار البلاد ومؤسساتها المالية. كما شددت السفارة على ضرورة الحوار العادل حول توزيع الثروة الوطنية كخطوة نحو تحقيق الاستقرار.

إغلاق النفط يلوح في الأفق

وفي خضم هذه الأزمة، لوّح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بإغلاق حقول النفط إذا ما استمر النزاع حول رئاسة المصرف المركزي. صالح، الذي يرفض شرعية المجلس الرئاسي في اتخاذ هذا القرار، يعتبر أن العائدات النفطية يجب أن تظل تحت سيطرة مؤسسات “أمينة” بحسب تعبيره، محذرًا من أن عدم الاستقرار قد يؤدي إلى تجميد الأرصدة الليبية وانهيار العملة المحلية.

الشكري يعتذر ويضع حداً للأزمة

في خطوة غير متوقعة، أعلن محمد الشكري، المحافظ المعين من قبل المجلس الرئاسي، اعتذاره عن تولي منصب محافظ البنك المركزي. وأوضح الشكري في بيان له أن قراره جاء نتيجة غياب التوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مشيرًا إلى أن استمراره في هذا المنصب دون دعم مؤسساتي سيضعف من مصداقية ليبيا المالية ويؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية.

أزمة المصرف المركزي تهدد مستقبل ليبيا

تتوالى التحذيرات من أن الأزمة الحالية قد تتسبب في انهيار الاقتصاد الليبي، خاصة مع التهديدات المتزايدة بإغلاق النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد. ومع تعنت الأطراف السياسية ورفض الحوار، يزداد الخوف من انزلاق ليبيا نحو مرحلة جديدة من الصراع المسلح، الأمر الذي سيعزز من تعقيد الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات. 

المصادر:

-الأمم المتحدة تدعو للتهدئة وتؤكد خطورة الحل العسكري في أزمة المصرف المركزي الليبي

-تصريحات السفارة الأمريكية بشأن الأزمة وتحذيراتها من استخدام القوة

-تهديدات عقيلة صالح بإغلاق النفط في حال استمرار النزاع على رئاسة المصرف المركزي

Sourceالعربية.ما
Exit mobile version