مثل مستخدما بشركة «ريضال» ومساعد موثق ومتهمين آخرين، في أول جلسة محاكمة أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية أموال، بمحكمة الاستئناف بالرباط. وذلك قبل يومين، حسب ما أكدته يومية «الأخبار» عن مصادرها.
وأوضحت اليومية ذاتها بأنه بعد ستة أشهر تقريبا من التحقيقات التفصيلية التي خضع لها المتهمون في هذا الملف المثير، أحيلوا، الأربعاء 6 دجنبر 2024، على القضاء الجالس بغرفة جرائم الأموال بالرباط من أجل محاكمتهم بالتهم المنسوبة لهم، وهي تبديد أموال والإرشاء والارتشاء، قبل أن يضطر رئيس الهيئة إلى الإعلان عن إرجاء الشروع في المناقشة إلى الشهر القادم.
وأضاف المصدر أن عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط أحالت، في الثامن من يونيو الماضي، ستة أشخاص على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة جرائم الأموال بالرباط، على خلفية تبديد أموال عمومية بشركة «ريضال» والإرشاء والارتشاء والمشاركة، وهي الفضيحة التي تفجرت بعمالة تمارة تزامنا مع تنزيل برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح الذين يقدر عددهم بالآلاف.
وأفاد المصدر أن المتهمين الستة المعنيين، الذين تم عرضهم على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، يتقدمهم مستخدم بشركة «ريضال» بتمارة، رفقة مساعد موثق وبائعين متجولين وتقنيين كهربائيين، خضعوا لأبحاث تمهيدية، بناء على شكاية تقدمت بها الشركة المعنية، تتعلق بجريمة تلاعب جد خطيرة مكنت المستخدم المشتبه فيه من جني الملايين من مواطنين معنيين ببرنامج القضاء على دور الصفيح وإعادة الإسكان بتمارة، بعد هدم براريكهم وترحيلهم صوب جماعتي تامسنا والصخيرات.
كما أفادت التحريات الأولية بأن الضحايا، الذين يقدر عددهم بالعشرات، واجهوا شروطا تعجيزية للاستفادة من الشقق البديلة، بسبب الديون الكبيرة المتراكمة عليهم لسنوات لصالح شركة «ريضال»، بعد عجزهم عن أداء فواتير استهلاك الماء والكهرباء، خلال فترة تواجدهم بالدواوير الصفيحية التي كانت منتشرة وسط مدينة تمارة قبل هدمها بالكامل من طرف السلطات الترابية، وهي الوضعية التي استغلها المستخدم بشركة «ريضال» المشتبه فيه، بتنسيق مع متهمين آخرين بينهم وسطاء ومساعد موثق، حيث مكن بعض الأسر من عدادات الربط بخدمات الماء والكهرباء، عن طريق التلاعب في النظام المعلوماتي، مقابل تلقي مبالغ مالية مهمة.
وقالت اليومية أن مصادر محلية بتمارة أكدت أن المتهم الرئيسي ومعاونيه استغلوا نجاح بعض العمليات التدليسية التي همت المعطيات الرسمية، ومكنت بعض الأشخاص المدينين لشركة «ريضال» بمبالغ مالية كبيرة، من الحصول على رخصة الربط لاستكمال وثائق الاستفادة من الشقق وخدمة الربط بالكهرباء والماء، من أجل النصب على عشرات المواطنين الذين دفعوا تسبيقات مالية كبيرة، دون تلبية طلباتهم، وهو ما دفع بعضهم للجوء إلى القضاء، حيث استمعت عناصر الفرقة الجهوية لروايتهم الصادمة حول سيناريو النصب الذي تعرضوا له من طرف الشبكة، بعد استدراجهم من طرف وسيط، وهو بائع خضر متجول من مواليد 1979، ومساعد موثق بتمارة، وصولا إلى المتهم الرئيسي الذي كان يوهم الضحايا بامتلاكه خيوط الإشكالية التي واجهها مئات المواطنين من ساكني دور الصفيح بتمارة، الذين ظلوا يستغلون الماء والكهرباء بعقود دون دفع مقابل الخدمة، ما راكم في ذمتهم أموالا طائلة لصالح شركة «ريضال».
وأضافت «الأخبار» حسب مصادرها، أن تأثير هذا المشكل على تعثر عمليات الترحيل كان واضحا، وجعل السلطات الترابية والقضائية تتفاعل بالسرعة اللازمة مع الأشخاص المشتبه في تلاعبهم بمصالح المواطنين والعبث بمصير برنامج حكومي ضخم، رصدت له الدولة الملايير من الدراهم، في إطار القضاء على دور الصفيح، وتعبأت له كل المصالح المعنية بعمالة تمارة بما فيها شركة «ريضال».
وأوضح المصدر أن الوكيل العام للملك، بعد استنطاقه التمهيدي للمتهمين، أحالهم على القاضي المكلف بالتحقيق بقسم جرائم الأموال، من أجل البحث التفصيلي، وتقرر إيداع ثلاثة متهمين السجن، وهم مستخدم بشركة «ريضال» بتمارة من مواليد 1982، وبائع متجول ومساعد موثق من مواليد 1979، فيما قرر قاضي التحقيق متابعة بائع متجول وكهربائي في حالة سراح، مع حفظ الشكاية في حق متهم سادس وهو كهربائي، وتابعتهم المحكمة بتهم تبديد أموال عمومية والإرشاء والارتشاء والمشاركة في ذلك.