في الوقت الذي يتهيأ فيه المغرب لاحتضان كأس العالم، وتُعَدُّ البنى التحتية لاستقبال العالم، تكتفي بعض الجماعات الترابية بتجميل الشوارع بالطلاء، بينما تغض الطرف عن قضايا أكثر عمقاً وخطورة…
في جمعة سحيم، إقليم آسفي، تتحول الأرصفة إلى مساحات للتيه والتشرد، حيث يتقاسم المتشردون والمختلون عقلياً نفس المساحة مع المواطنين، في مشهد يومي مأساوي يُنذر بانفجار اجتماعي وأمني وشيك.
إننا لا نتحدث عن تشويه بصري للمدينة فقط، بل عن تهديد حقيقي للأرواح، حيث تتزايد حالات العنف الصادرة عن مختلين عقلياً يعيشون في الشارع دون رعاية، ولا رقيب. وقد سبق أن عاش المغرب مآسي مشابهة، أبرزها فاجعة ابن حمد التي سقط فيها مواطن ضحية ضرب مبرّح من مختل تُرك للإهمال والشارع.
فما الذي ننتظره؟ جريمة قتل أخرى؟ ضحايا جدد؟
أين هي سلطات جماعة جمعة سحيم؟ وأين هي يقظة المجالس المنتخبة التي اختارت أن تغرق في سبات عميق أمام مشهد يومي مرعب؟
أمام هذا الوضع، نتوجه برسالة عاجلة إلى السيد عامل إقليم آسفي، باعتباره الجهة الإدارية الوصية، من أجل إطلاق مبادرات فورية لإنقاذ هذه الفئة الهشة من براثن الضياع، وإنقاذ المواطنين من خطر داهم يتربص بهم يومياً.
ما يحدث في جمعة سحيم اليوم ليس فقط علامة فشل جماعي، بل قنبلة اجتماعية قابلة للانفجار في أية لحظة. وقد آن الأوان لنتدارك الكارثة… قبل أن نصبح جميعاً شهوداً صامتين على جريمة كان من الممكن تفاديها.