“مختلّون أم قنابل بشرية؟”.. مأساة جديدة تهز دواراً قرب الجديدة بعد جريمة مروعة راح ضحيتها مسنّ

1 مايو 2025
جمعة سحيم
العربية.ما - الرباط

في مشهد يهز الضمير قبل الجغرافيا، استيقظ دوار ركراكة التابع لجماعة سيدي محمد أخديم بإقليم الجديدة، صباح الأربعاء 30 أبريل 2025، على وقع فاجعة دامية، بعدما فارق الحياة رجل مسنّ متأثراً بجروح غائرة في الرأس، إثر اعتداء وحشي نفّذه شخص يعاني من اضطرابات عقلية، حاول خلاله شطر رأس الضحية إلى نصفين باستعمال أداة حادة.

الضحية نُقل في حالة حرجة إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث خضع لمحاولات إنقاذ مكثفة، لكن إصاباته البليغة على مستوى الرأس والوجه كانت أقوى من الأجهزة الطبية، ليسلم الروح وسط ذهول أسرته وساكنة الدوار.

وحسب مصادر محلية، فإن الجاني، البالغ من العمر 49 سنة وكان يمتهن النجارة سابقاً، باغت الضحية في لحظة لا عقل فيها ولا رحمة، موجهًا له ضربات مميتة في محاولة لفصل جمجمته. السكان تدخلوا بسرعة وأبلغوا عناصر الدرك الملكي بمركز أولاد غانم، التي حلت بعين المكان وفتحت تحقيقًا عاجلًا، قبل أن تقوم بتوقيف الجاني ونقله إلى مستشفى الأمراض العقلية للتقييم والتشخيص الطبي، وسط تأكيدات أولية بكونه يعاني من اضطرابات نفسية حادة.

جريمة ليست الأولى… والرعب يتمدد!

هذه الجريمة الدموية تأتي بعد أيام فقط من واقعة صادمة هزت مدينة ابن أحمد، حيث تم العثور على لحوم بشرية داخل مرحاض المسجد الأعظم، في جريمة اقترفها مختل عقلي آخر، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى حول تنامي خطورة هذه الفئة المهملة، وتحولها إلى تهديد علني لحياة المواطنين، خصوصاً في المناطق القروية التي تفتقر إلى البنية الوقائية والمواكبة النفسية.

دعوات لتدخل عاجل: لا أحد في مأمن

الجريمة فجّرت موجة من الغضب الشعبي وسط مطالب متجددة بتكثيف الرقابة الأمنية وتشديد المراقبة على المختلين العقليين، الذين يعيش كثير منهم بين الناس دون تشخيص أو متابعة طبية. كما ناشد فاعلون من المجتمع المدني الجهات الوصية، خاصة وزارة الصحة والداخلية، بضرورة إطلاق حملات تمشيطية في الدواوير والهوامش لرصد الحالات الخطرة وإيداعها تحت الرعاية الطبية المختصة، قبل أن تتحول إلى “قنابل موقوتة”.

إن ترك المختلين العقليين دون رعاية أو رقابة في الأحياء الشعبية والقرى المهمشة لم يعد مجرد إهمال إداري، بل أصبح تهديدًا مباشراً للأمن المجتمعي. والسكوت عن هذا الوضع هو اشتراك غير مباشر في المأساة القادمة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.