بعيدا كل البعد عن التطبيل والتزمير، فرغم التدخلات اليومية للسلطة المحلية ” الملحقة الإدارية أزلي ” برئاسة قائدها السيد عبد اللطيف أيت حدوش، تشهد الأحياء الشعبية بأحياء أزلي تراب مقاطعة المنارة جليز، بالعاصمة السياحية مراكش، ظاهرة مقلقة للغاية تتعلق بازدياد انتشار المختلين العقليين والمتسولين، هذه الظاهرة تعتبر تحديًا صحيًا واجتماعيًا يؤثر على الأفراد والمجتمع ككل. يجب أن نُلقي الضوء على هذه المشكلة ونسعى جاهدين لتوفير ما يجب توفيره لهؤلاء المختلين من مصحات و مراكز إيواء وما يلحق ذلك من عناية وأدوية، كما يجب القيام بالتوعية والدعم لعائلاتهم، في ظل الغياب المستمر لجمعيات المجتمع المدني.
تشير الإحصائيات والتقارير الطبية إلى زيادة ملحوظة في عدد المختلين العقليين في الأحياء الشعبية. وتعزى تلك الزيادة إلى عوامل متعددة، من بينها الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي، ونقص الخدمات الصحية النفسية المتاحة في تلك المناطق. يتعرض هؤلاء الأفراد لتحديات عديدة تشمل صعوبة الوصول إلى العلاج اللازم ونقص الدعم الاجتماعي.
أما من ناحية الآثار الاجتماعية والصحية، يعاني المختلون عقليًا في الأحياء الشعبية من آثار سلبية على حياتهم اليومية وصحتهم النفسية. فقد يتعرضون للتمييز والاستغلال والعنف، مما يزيد من معاناتهم ويؤثر على نوعية حياتهم. كما أن نقص الدعم النفسي والاجتماعي يؤدي إلى تفاقم حالتهم وقد يعيق عملية تعافيهم وتحسين جودة حياتهم، ناهيك على أنهم أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على ساكنة حي أزلي بمراكش.
ومن أجل التوعية والدعم يجب أن يتخذ المجتمع المدني والسلطات المعنية إجراءات فعالة لمواجهة هذه المشكلة وتقديم الدعم اللازم للمختلين العقليين وعائلاتهم. يجب تعزيز التوعية حول الصحة النفسية وتقديم المعلومات المهمة حول الاضطرابات العقلية والعلاجات المتاحة. ينبغي أيضًا تحسين وتوفير خدمات الرعاية الصحية النفسية في تلك الأحياء وتوجيه الجهود للتغلب على التحديات التي تعوق الوصول إلى هذه الخدمات.
يشكل تعاون المجتمع والشراكات المحلية عاملاً حاسمًا في معالجة ظاهرة انتشار المختلين العقليين في الأحياء الشعبية، إذ يجب أن تتعاون جمعيات المجتمع المدني والجمعيات التي تخدم هاته الفئة من المجتمع والمؤسسات الصحية والسلطات المحلية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمختلين العقليين وتحسين البنية التحتية الصحية في تلك الأحياء.
فيما يخص التوعية والتثقيف المستمر فيجب أن تستمر الجهود في تعزيز التوعية والتثقيف المستمر حول الصحة النفسية والاضطرابات العقلية،إذ يمكن تنظيم ورش عمل وحملات توعية في المدارس والمراكز الاجتماعية والمستشفيات المحلية لزيادة الوعي بأهمية الرعاية الصحية النفسية والتخفيف من العوامل المسببة للاضطرابات العقلية.
أما فيما يخص الاستثمار في التدريب والتأهيل فيجب أن يتم التركيز على تدريب المهنيين الصحيين والعاملين الاجتماعيين في الأحياء الشعبية، حتى يكونوا قادرين على تقديم الدعم اللازم والرعاية الصحية النفسية الملائمة. ينبغي توفير الفرص التدريبية والبرامج التأهيلية التي تعزز الكفاءة والمهارات في التعامل مع المختلين العقليين وتأمين بيئة داعمة لهم.
إن انتشار المختللين العقليين في الأحياء الشعبية يشكل تحديًا صحيًا واجتماعيًا يستدعي اهتمام المجتمع بأكمله. يجب أن نعمل سويًا لزيادة التوعية وتوفير الدعم اللازم للأفراد المتأثرين وعائلاتهم. من خلال تعزيز الخدمات الصحية النفسية وتعاون المجتمع والتثقيف المستمر، يمكننا المساهمة في تحسين جودة حياة المختلين العقليين وتعزيز التضامن الاجتماعي في الأحياء الشعبية.