مراكش… الأندية المدرسية من المسرح والرياضة إلى الروبوتيك وصناعة جيل رقمي مبدع

17 سبتمبر 2025
اندية بالمؤسسات التعليمية
العربية.ما / فاطمة دناوي - مراكش
مراكش… ورشات مفتوحة لبناء جيل مغربي واثق من نفسه في أوساط المؤسسات التعليمية،

في مراكش، المدينة التي تجمع بين أصالة التاريخ وروح التجديد، تتحول المؤسسات التعليمية إلى ورشات مفتوحة لبناء جيل مغربي واثق من نفسه، وذلك بفضل الأندية المدرسية التي تجاوزت حدود الترفيه لتصبح مصانع للأمل ومختبرات لإبداع الناشئة.

الأندية الثقافية، على سبيل المثال، مكنت التلاميذ من اكتشاف قدراتهم في المسرح والشعر والمناظرات، فتحولت لحظات التردد إلى جرأة في التعبير، وأصوات خجولة إلى خطابات واثقة قادرة على المشاركة في النقاش العمومي. أما الأندية الرياضية، فقد صنعت من المستطيل الأخضر أو قاعة الرياضة مدرسة للتعاون والانضباط، حيث تجاوز التلاميذ الفوارق الاجتماعية ليشكلوا فرقا موحدة تتنفس روح الجماعة.

ولا تقل الأندية الفنية أهمية، إذ وفرت فضاءات للرسم والموسيقى والتشكيل، فتفجرت مواهب كانت كامنة، ووجد التلاميذ في الألوان والألحان متنفسا يحرر طاقاتهم الإبداعية. كما أن الأندية الاجتماعية غرسَت في الناشئة قيم التطوع وخدمة المجتمع عبر مبادرات إنسانية بسيطة في الإمكانيات، عميقة في الأثر.

اليوم، تشهد مراكش انطلاقة نوعية مع بروز أندية الروبوتيك وتفعيل الذكاء الاصطناعي داخل بعض المؤسسات التعليمية. هذه الأندية لا تكتفي بتحفيز التلاميذ على التفكير العلمي وحل المشكلات، بل تدفعهم أيضا إلى الإبداع في مجالات التكنولوجيا الحديثة، من خلال برمجة الروبوتات، والتعامل مع الخوارزميات، وتصميم مشاريع رقمية مبتكرة. تلميذ في إحدى الثانويات التقنية يصف التجربة قائلا: “الروبوتيك جعلني أعيد التفكير في مستقبلي… لم أعد أرى التكنولوجيا مجرد أدوات، بل وسيلة لتحقيق أهدافي وخدمة مجتمعي.”

إن إدماج الذكاء الاصطناعي والروبوتيك في الحياة المدرسية يفتح أمام الجيل الحالي أفقا غير مسبوق لتطوير أهدافه وتنمية مواهبه، ويمنحه أدوات عملية لمواجهة تحديات عالم سريع التغير. فهو يربي عقلية البحث والاكتشاف، ويغرس لدى التلاميذ فكرة أن المستقبل يصنع بالعلم والإبداع، لا بالانتظار والصدفة.

لكن هذه التجارب، التي تزهر في بعض مؤسسات مراكش، تحتاج إلى رؤية استراتيجية ودعم فعلي من طرف المسؤولين، حتى تتحول من مبادرات محلية محدودة الإمكانيات، إلى سياسة وطنية شاملة تجعل من الأندية المدرسية رافعة حقيقية لإصلاح التعليم، وبوابة لصناعة جيل مغربي رقمي، مبدع، وفاعل في محيطه.

ففي النهاية، الأندية المدرسية بمراكش ليست فقط أماكن للأنشطة، بل قلاع لبناء إنسان الغد، من المسرح إلى الروبوتيك، ومن الرياضة إلى الذكاء الاصطناعي، حيث تتشكل شخصية متوازنة، مبدعة، ومنفتحة على المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.