في كل مكان في العالم، هناك سلوك يسبب الإزعاج والاستياء، ولاسيما عندما يتعرض المكان العام إلى فوضى نظرية. أحد هذه السلوكيات غير المرغوبة هو الكتابة على الجدران، وهي ظاهرة انتشرت في كل مكان، وخصوصا في المدينة السياحية العالمية مراكش، مما يسبب الإزعاج والضيق للآخرين.
الكتابة على الجدران هي سلوك غير مرغوب يتم فيه كتابة أو رسم رسومات على الجدران أو الأسطح الأخرى في الأماكن العامة، مثل المدارس، حاجز السكك الحديدية، الأزقة وخصوصا الشعبية منها والشوارع، وغيرها. هذه الظاهرة لا تعتبر فقط مظهرا من مظاهر التخريب، بل أيضا شكل من أشكال الاعتداء على الملكية العامة.
أظن أن هناك عدة أسباب لظاهرة الكتابة على الجدران، ومنها:
الرغبة في لفت الانتباه حيث هناك من يقوم بالكتابة على الجدران لجذب الانتباه والاهتمام، أو ليعبر عن نفسه أو رأيه وخصوصا عند المراهقين، كذلك عدم الاكتراث بالعواقب لأن بعض الأشخاص لا يهتمون بالعواقب السلبية لحياتهم، ولاسيما عندما تتعرض المكان العام للتخريب، ربما الافتقار إلى التعليم والثقافة أثناء غياب وجود التعليم والثقافة الكافية لدى بعض الأشخاص يجعلهم لا يهتمون بالتأثيرات السلبية على المجتمع، ناهيك عن التأثيرات الاجتماعية حيث في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر الأصدقاء أو المجموعات الاجتماعية على الأشخاص لارتكاب هذه الفعلة.
من التأثيرات الكتابية على الجدران وهي جد متنوعة، منها: التخريب للمكان العام حيث أن الكتابة على الجدران تسبب التخريب للمكان العام، مما يجعله غير لائق للاستخدام.
كذلك هناك تأثيرات اقتصادية لأن الكتابة على الجدران يمكن أن تسبب خسائر مالية كبيرة على البلديات والشركات الخاصة، والتي تقوم بتنظيف وترميم الأماكن المتضررة، إضافة إلى تأثيرات اجتماعية لان الكتابة على الجدران يمكن أن تسبب الإزعاج والضيق للآخرين، مما يؤدي إلى التوتر والعداء في المجتمع، ضف إلى ذلك تأثيرات بيئية التي يمكن أن تسبب التلوث البيئي، خاصة عندما يستخدم المواد الكيميائية في الكتابة.
ولمكافحة هاته الظاهرة السلبية والخطيرة على المجتمع المراكشي لكونه يقطن في مدينة سياحية تعتبر المصدر الاقتصادي لحياتهم اليومية، هناك عدة طرق لمكافحة الكتابة على الجدران، منها: التشريع والقوانين حيث يجب على الحكومة وضع قوانين صارمة ضد الكتابة على الجدران، مع فرض الجزاءات على المخالفين. أما من ناحية التعليم والثقافة فيجب على المدارس المراكز التكوينية ودور الشباب توفير التعليم والثقافة الكافية للأشخاص، لتعليمهم قيمة الملكية العامة والاحترام لها. ضف إلى ذلك المشاركة المجتمعية حيث يفرض على المجتمع المدني المشاركة في مكافحة الكتابة على الجدران، من خلال تنظيم حملات التوعية والتنظيف والأمن، المشاركة الفعلية والتطبيقية للسلطات المحلية والأمنية بزيادة المراقبة والحراسة في الأماكن العامة لمنع الكتابة على الجدران.
الكتابة على الجدران هي سلوك غير مرغوب يسبب الإزعاج والاستياء، ويجب على المجتمع العمل معا لمكافحة هذه الظاهرة. يجب على الأشخاص أن يفهموا أن الكتابة والرسم على الجدران لا تعتبر فقط مظهرا من مظاهر التخريب، بل أيضاً شكل من أشكال الاعتداء على الملكية العامة. يجب على الحكومات والمدارس ومراكز التكوين ودور الشباب والثقافة توفير التعليم والثقافة الكافية للأشخاص، لتعليمهم قيمة الملكية العامة والاحترام لها. بالتالي، يمكننا أن نعمل مع لإنشاء مجتمع نظيف وأكثر احتراما للملكية العامة.