مراكش، المدينة الساحرة المغربية التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، تزخر بتراث ثقافي عريق ينعكس بوضوح في تقاليدها وعاداتها وطقوسها خلال عيد الأضحى المبارك. ففي هذه المدينة السحرية السياحية العالمية، يتجلى العمق التاريخي والروحاني للمغرب من خلال الطقوس والتقاليد الفريدة التي يتبعها سكانها خلال هذه المناسبة الدينية الهامة.
تعتبر الصلاة في المصليات وذبح الأضاحي من أبرز الأعمال الدينية التي يقوم بها المراكشيون في صباح يوم عيد الأضحى. حيث يتوجه الناس إلى المصليات او المساجد القريبة من منازلهم لأداء صلاة العيد، حيث يتجمع المسلمون في ساحات المصليات و المساجد للصلاة وتبادل التهاني والتبريكات. بعد الصلاة، يبدأ الناس بذبح الأضاحي وتقسيمها بين أفراد الأسرة والجيران والفقراء والمحتاجين، حيث تعتبر هذه المناسبة فرصة للتكافل والتراحم والتآزر ومشاركة الفرحة مع الآخرين.
وبعد الطقوس الدينية، تأخذ الاحتفالات في مراكش منحى آخر. بين الأسر والعائلات والجيران تعم بالحيوية والنشاط، حيث يتوافد الناس للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية وتقديم الهدايا كالقطبان اللحمية المشوية”بولفاف” اللذيذة التي تعد جزءًا لا يتجزأ من تقاليد عيد الأضحى في المدينة. وتعج الأزقة بالأضاحي المذبوحة وشي الرؤوس.
ولا يمكننا نسيان الطقوس الثقافية التي تميز مراكش خلال عيد الأضحى. ففي يوم تلعيد او ثاني يوم للعيد، يتم تنظيم مسيرات فلكلورية تضم سبع بوبطين بالدقة المراكشية التقليدية، حيث يرتدي الرجال الزي التقليدي ويعزفون الموسيقى ويرقصون على أنغامها في شوارع المدينة القديمة. تلك المسيرات تضفي جوًا مميزًا وبهجة على المدينة، وتجذب السياح والزوار الذين يتمتعون بالجو المرح والاحتفالات.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز مراكش خلال عيد الأضحى بتقاليدها الخاصة في الطهي والتحضيرات الغذائية. يعتبر الكسكس المغربي والطاجين والطنجية من الأطباق الرئيسية التي يتم تحضيرها خلال هذه الفترة. يقوم العائلات بتجهيز هذه الأطباق التقليدية بعناية وحب، حيث يتم تناولها مع الأهل والأصدقاء في أجواء عائلية دافئة وودية.
تعد تقاليد وعادات وطقوس مراكشية في عيد الأضحى المبارك تجربة ساحرة ولا تُنسى. فهي تجسد روح التراث والتضامن والفرحة التي تعبر عن قيم المجتمع المغربي. إنها مناسبة تجمع الناس وتعزز الروابط العائلية والاجتماعية، وتعطي فرصة للاستمتاع بتراث ثقافي متنوع ومميز..