مراكش تفتح النقاش: “2797” قرار أممي يرسخ الشرعية الدولية ومغربية الصحراء.

مراكش تفتح النقاش: “2797” قرار أممي يرسخ الشرعية الدولية ومغربية الصحراء.
العربية.ما / محمد شيوي

مراكش تفتح نقاش قرار أممي يرسخ الشرعية الدولية ومغربية الصحراء بـ HEEC.

شهدت المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسة (HEEC) بمراكش يوم الثلاثاء 04  نونبر 2025 تنظيم ندوة علمية متميزة تحت عنوان قرار مجلس الأمن رقم 2797 انتصار للشرعية الدولية وتكريس لمغربية الصحراء. حيث تحولت قاعة المحاضرات بالمؤسسة إلى منبر للنقاش العميق حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، بحضور لافت من طلبة المؤسسة وفعاليات ثقافية، واجتماعية، وسياسية رفيعة المستوى.

في مستهل هذا اللقاء الوطني الهام، ألقى الدكتور مولاي أحمد العمراني، الرئيس المؤسس لمؤسسة HEEC، كلمة ترحيبية مؤثرة. أكد فيها أن قرار مجلس الأمن رقم 2797 ليس مجرد وثيقة دبلوماسية عادية، بل هو امتداد طبيعي للمسار التاريخي الذي خطه المغرب لتأكيد سيادته على كامل ترابه، بداية من المسيرة الخضراء المظفرة وصولا إلى الدبلوماسية الملكية الحالية.

وشدد الرئيس المؤسس على أن أهمية هذا القرار تكمن في كونه يشكل اعترافا دوليا متزايدا برصانة الموقف المغربي وبجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي، مؤكدا أن هذا الترسيم الدولي للقضية هو قضية وجودية وإجماع وطني يلامس وجدان كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة. كما رحب الدكتور العمراني بالضيف المحاضر، الأستاذ الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، منوّها بعمق خبرته الأكاديمية في فك شفرات الأبعاد القانونية والسياسية للقرار الأممي.

تولى بعد ذلك الأستاذ الدكتور محمد الغالي، تقديم تحليله الشامل لمضامين القرار 2797. حيث أوضح أن أهمية القرار لا تقتصر على تمديد ولاية بعثة المينورسو، بل تتجاوز ذلك إلى ترسيخ مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب عام 2007، باعتبارها الأساس الواقعي والوحيد للمفاوضات الهادفة إلى حل سياسي عادل ودائم ومتوافق عليه. وأبرز المحاضر كيف أن القرار، بلغة واضحة، يعيد التأكيد على مسؤولية الأطراف في الانخراط بحسن نية في العملية السياسية، مقدما بذلك دفعة قوية للدبلوماسية المغربية وتثبيتا جديدا لشرعيتها على الساحة الدولية.

تميزت الندوة بحضور نوعي وتفاعل كبير من مختلف الأطياف. فلم يقتصر الحضور على طلاب HEEC المتحمسين لمعرفة المزيد عن قضيتهم الوطنية، بل ضم أيضا شخصيات وازنة من الساحة الثقافية والاجتماعية والسياسية بمدينة مراكش.

أغنى المشاركون اللقاء بتقديم مجموعة من المداخلات القيمة، حيث تناولت الفعاليات السياسية الدور الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا في ظل هذه التطورات، وركزت الشخصيات الثقافية والاجتماعية على العمق التاريخي والتلاحم الاجتماعي بين سكان الأقاليم الجنوبية وبقية المملكة. وقد أكدت هذه المداخلات على أن القرار الأممي الأخير هو تتويج لمسار تنموي ودبلوماسي متكامل يقوده المغرب.

واخُتم اللقاء بجلسة نقاش مفتوحة، شهدت طرح أسئلة محورية عكست وعيا كبيرا لدى الجيل الصاعد بأبعاد القضية، مؤكدة على دور المؤسسات التعليمية مثل HEEC في تعميق هذا الوعي.

Exit mobile version