في حي سكني شعبي بمدينة مراكش السياحية دوار الحرش أسكجور بجانب تجزئة رياض المنارة بأزلي، التابع لتراب مقاطعة المنارة جليز ، يعيش سكانه في ظروف معيشية صعبة في منازل عشوائية. و على الرغم من وجود أربعة مساجد في المنطقة المحيطة، فإن رئيس إحدى الجمعيات السكنية المجاورة للدوار والمنتهي ولايته كرئيس للجمعية أزيد من سنة ونصف، هنا يصر على ضرورة بناء مسجد جديد، متجاهلاً أولويات السكان المتمثلة في الحصول على سكن لائق وهم منذ سنوات مرت ينتظرون على صفيح ساخن التعويض السكني.
يقول رئيس الجمعية السكنية المنتهي ولايته في المنطقة: “إن بناء مسجد جديد هو مطلب أساسي للسكان وسيخدم الحي بشكل كبير”. ومع ذلك، فإن العديد من السكان يشعرون بالاستياء من هذا المطلب، حيث يؤكدون أن احتياجاتهم الأساسية للسكن اللائق أكثر أهمية.
“نحن بحاجة ماسة إلى تحسين ظروف سكننا قبل التفكير في بناء مسجد آخر”، في ما يتحدث أحد ساكنة الدوار: “هناك أربعة مساجد بالفعل في محيط الحي، وهذا يكفي لتلبية احتياجات المصلين، علما أنها دائما فارغة “.
ويشير آخرون، بدل التفكير في المسجد هناك شباب معرض للانحراف والتشرد والضياع بين أزقة الحي، فهم في أمس الحاجة لإنشاء مركز اجتماعي للشباب في المنطقة، حيث يفتقر الحي إلى مرافق ترفيهية وتثقيفية وتكوينية للفئات العمرية ذكورا وإناثا، ويضيف آخر: اذا كان هذا الرئيس يكتنز مصاريف بناء المسجد نسانده حتى يحصل على الوعاء العقاري، أما إذا كانت غايته أن يحصل على الوعاء العقاري تم يبدأ عملية التبرع فهذا في نظري شيء في نفس يعقوب ولعياذ بالله.
من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإسكان لائق لسكان دوار الحرش. حياتهم اليومية مليئة بالصعوبات والتحديات نظرًا لظروف السكن غير الملائمة. و في الوقت نفسه، يطالب رئيس الجمعية ببناء مسجد جديد، مما قد يبدو كأولوية أخرى بالنسبة للمجتمع.
من المهم أن يتم إيجاد حلول متوازنة تعالج احتياجات السكن والمرافق المجتمعية الأخرى مثل المساجد. قد يتطلب ذلك تنسيقًا وحوارًا بين السلطات المحلية، و ممثلي المجتمع والجمعيات المحلية لإيجاد طريقة لتلبية احتياجات السكان بأفضل طريقة ممكنة.
في النهاية، الهدف الأساسي يجب أن يكون تحسين ظروف المعيشة للسكان وضمان حصولهم على إسكان لائق وبيئة مجتمعية آمنة وصحية. هذا التوازن بين الاحتياجات المختلفة للمجتمع سيكون تحديًا لكنه ضروري لإيجاد حل شامل.
في ظل هذا الجدل بين احتياجات السكان والمطالب المجتمعية، يطالب السكان المسؤولين المحليين بالتدخل السريع لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين ظروف معيشتهم، قبل النظر في المشاريع الجديدة كبناء مسجد إضافي.