وجهت النقابة المستقلة للممرضين رسالة نصية إلى مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حول
ظاهرة تفاقم معاناة الأمهات والأطفال داخل مستشفى الأم والطفل، مفادها مايلي:
حظيت صحة الأمهات والأطفال باهتمام بالغ من قبل الحكومات المتعاقبة خلال العشرية الأخيرة، حيث وضعت الوزارة
الوصية هذه الشريحة في صلب اهتماماتها مما مكن من تحقيق إنجازات مهمة في هذا المجال على مستوى المؤشرات المسجلة. لأجل ذلك وضعت وزارة الصحة مجموعة من البرامج والخطط هدفت إلى إدماج خدمات الولادة المأمونة سواء كانت مهبلية أو قيصرية وتقديمها مجانا داخل مرافق الصحة العمومية مع اعتماد مجانية النقل بين هذه المؤسسات خطة العمل الوطنية الأولى للصحة ما بين 2008 و 2012 والتعميم الوزاري رقم 108 بتاريخ 11 ديسمبر (2008)، ثم تضمنت خطة العمل الثانية ما بين 2012 و 2016 تسريع وتيرة الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة مما مكنهم من الحصول مجانا على الرعاية التوليدية بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، كما تم إدراج صحة الأمهات والمواليد في الخطة الوطنية للرعاية الصحية لعام 2025 لتعزيز هذه المكتسبات، ومن جهة أخرى ممكن إدماج صحة الأمهات في سلسلة برامج الرعاية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وتبني سياسة وطنية مندمجة لصحة الطفل من تعزيز حقوقه في الصحة بما يتماشى مع دستور المملكة والتزامات المغرب الوطنية والدولية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة في
غضون سنة 2030.
غير أن الوضع مختلف تماما داخل مستشفى الأم والطفل ويبقى بعيدا عن ما تم تحقيقه من إنجازات على المستوى الوطني. حيث أن المؤشرات المسجلة داخل المستشفى تدق ناقوس الخطر وتدفعنا “النقابة” مرة أخرى إلى مراسلتكم للفت الانتباه إلى حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الأطفال وأمهاتهم داخل هذا المستشفى بسبب تدني جودة الخدمات الصحية المقدمة، علما بأنه سبق وأن قمنا”النقابة” بالعديد من المراسلات حول هذا الموضوع دون أدنى تجاوب يذكر من قبل إدارتكم.
السيد المدير إن ما يعيشه المستشفى يعود بالأساس إلى مجموعة من النواقص من أهمها:
1- الاكتظاظ داخل عدد من المرافق مما يتسبب في تكديس الأطفال حديثي الولادة في ظروف غير لائقة تفتقر المعايير
السلامة داخل قاعة صغيرة وبين الممرات الشيء الذي يهدد سلامتهم.
2- قلة الموارد البشرية وسوء توزيعها بسبب العشوائية التي يعرفها تدبير هذا الملف سواء على مستوى المستشفى أو
الإدارة المركزية.
3- النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والشبه الطبية مما يضطر الأسر إلى اقتنائها من خارج المستشفى رغم أن بعضها يدخل في نطاق الخدمات المؤدى عنها مما يشكل عبئا إضافيا على الأسر.
4- عدم توفر عدد من التحاليل المخبرية والاشعاعية الضرورية، لكن ما يبقى مثيرا للانتباه هو حرمان الأمهات والأطفال من عدد مهم من هذه الخدمات المتوفرة داخل المركز الاستشفائي وتوجيههم نحو مصحات ومختبرات خارج
المستشفى وهو ما يفوت عائدات مهمة على خزينة المركز ويرفع من فاتورة العلاج لهذه للأسر.
5- غياب مصلحة مقاومة الصدمات وطول مدة الاستشفاء بمصلحة المستعجلات أكثر من 48 ساعة في العديد من الحالات).
6- عدم التقيد بدفتر التحملات فيما يخص تدبير الوجبات الغذائية وغياب لجان المراقبة والتتبع
7- ظروف الايواء التي تبقى غير لائقة في العديد من المصالح وتنذر بكارثة تهدد النساء والأطفال بسبب انعدام معايير السلامة الصحية، حيث الروائح الكربية والتسربات من مجاري الصرف الصحي وانسدادها بشكل متكرر.
8- ضعف آليات المراقبة والتتبع لعدد من المشاريع المنجزة بهذه المؤسسة، حيث عرت الأمطار الأخيرة عن فشل عدد من المسؤولين لتكشف عن ضعف البنيات التحتية لعدد من المرافق رغم أعمال الصيانة المتكررة التي يعرفهاالمستشفى.
هذا الوضع يتعارض مع أهم المبادئ الدستورية التي ينبني عليها تسيير المرفق العمومي ويعمق من معاناة الأسر و الشغيلة الصحية على حد سواء، كما يسيء إلى سمعة المؤسسة ويقلل من قدرتها التنافسية داخل القطاع.
وعليه ،0 نلتمس منكم التدخل العاجل لتعزيز ضمان استفادة الجميع ولاسيما النساء والاطفال من الخدمات الصحية بشكل منصف كما ينص دستور 2011 مع العمل على تعزيز قيم الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، كما يرجى أن تعلموا أن الاستجابة السريعة والفعالة لمطالب نقابتنا ستسهم في بناء بيئة عمل إيجابية ومنسجمة تمكن من إيجاد حلول جذرية للمشاكل المستعصية، على اعتبار أن الأحداث الأليمة التي عرفها المستشفى مؤخرا وراح ضحيتها أطفال أبرياء كان من الممكن تجاوزها لو تم التجاوب مع
مطالب نقابتنا بشكل سريع وأخذ ملاحظاتنا على محمل الجد.