تبون وتصريحاته الغبية لتأمين فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة
في مسعى غير مسبوق في التاريخ السياسي، لجأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى استغلال القضية الفلسطينية لتأمين فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. هذا التصرف الذي وصفه محللون بأنه “دخول التاريخ من نافذته الصغيرة”، يُعد سابقة خطيرة في استخدام السياسة الخارجية لأغراض داخلية.
بدلاً من تركيز حملته الانتخابية على برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي واضح لمعالجة المشاكل التي تواجه الجزائر، لجأ تبون إلى “شماعة فلسطين” لاستدراج أصوات الناخبين. وذلك من خلال التلاعب بالمشاعر الدينية والقومية، وتقديم وعود غير واقعية ببناء ثلاثة مستشفيات في غزة خلال 20 يوما، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الجزائري من نقص الرعاية الصحية.
هذا التصرف الذي لم يسبق له مثيل في أي دولة أخرى، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر القوة العظمى في العالم، يُعد انتهاكاً للأخلاقيات السياسية والدستورية. حيث أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تكون رهينة للمناورات الداخلية، بل يجب أن تخدم المصلحة الوطنية بعيداً عن المصالح الشخصية للحكام.
في هذا السياق، يُعتبر سلوك تبون العسكر مساومة على ضمير الشعب الجزائري، وتحويل القضية الفلسطينية إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة. هذا التصرف يُنذر بتبعات خطيرة على مستقبل العلاقات الجزائرية مع القضية الفلسطينية، وعلى الصورة الدولية للجزائر باعتبارها قائداً تاريخياً للقضايا العربية والإسلامية.
تبدو تصريحات الرئيس الجزائري تبون بشأن بناء ثلاثة مستشفيات في غزة خلال 20 يومًا قد أثارت سخرية واسعة في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. هذه التصريحات اعتُبرت غبية وبليدة، وأثارت سخط المصريين وغضبهم.
ذلك لأن الأمر يتعلق بتدخل في شؤون سيادية مصرية تتعلق بحدود مصر مع إسرائيل، واتهام لمصر بأنها السبب وراء الحصار على غزة، في الوقت الذي تفند فيه الحقائق هذا الادعاء. وهذا الموقف لا يمكن أن يفهمه نظام الحكم العسكري في الجزائر، البعيد عن بؤرة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والخلفيات المعقدة له.
تصريحات الرئيس الجزائري وصفت بأنها شعارات فارغة ومزايدات سياسية بئيسة وشعبوية، لن تفيد الشعب الفلسطيني ولن تحل مشاكل الشعب الجزائري. وبالتالي كان من المتوقع أن تثير هذه التصريحات سخرية واستنكارًا واسعًا.