الخصاص البشري وهيكلة بعض الأقسام بمستشفى الزموري بالقنيطرة تضع الأطقم الصحية أمام تحديات غير مسبوقة

الخصاص البشري وهيكلة بعض الأقسام بمستشفى الزموري بالقنيطرة تضع الأطقم الصحية أمام تحديات غير مسبوقة
العربية.ما - الرباط

رغم أن مستشفى الزموري بالقنيطرة يعد معلمة معمارية حديثة من حيث البنية والتجهيزات، إلا أن الواقع العملي يكشف عن عدد من التحديات التي تؤثر على سير العمل، وعلى رأسها الخصاص البشري في الأطر الطبية والتمريضية، وبعض الملاحظات المرتبطة بالتصميم الداخلي للأقسام الحيوية.

 

قسم المستعجلات، الذي يعد الواجهة الأولى للمستشفى، يستقبل ما بين 500 و600 حالة حرجة يوميا، وهو رقم يفوق بكثير طاقته الاستيعابية الحالية. ويشير عدد من المتابعين إلى أن المساحة المخصصة لهذا القسم غير كافية لاستيعاب هذا الكم الكبير من المرضى، ما يستدعي التفكير جديا في توسيعه ليواكب حجم الإقبال وضمان جودة الخدمات.

ورغم جهود الإدارة في تعزيز الطواقم الطبية داخل المستعجلات، ورفع عدد الأطباء في كل فريق من طبيب واحد إلى ثلاثة أطباء، إلا أن النقص ما زال قائما، خصوصا في تخصصات حساسة كالتخدير، الإنعاش، الولادة، والجراحة، مما يضاعف الضغط على الكفاءات الموجودة ويؤثر على مدة انتظار المرضى.

وفي ظل هذا النقص، وبفضل اتفاقية مبرمة مع المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا،وبعد موافقة المدير العام للمستشفى الجامعي ،تمكن البروفيسور ياسين الحفياني من دمج 20 ممرضا ضمن فريق العمل بالمستشفى، إضافة إلى تنظيم حصص لعدد من أطباء الأشعة القادمين من المركز الجامعي بهدف تقليص آجال المواعيد التي لا تزال طويلة نظرا للضغط الكبير على المؤسسة.

إلى جانب الخصاص البشري، تم تسجيل ملاحظات تقنية حول انعدام النوافذ وغياب الأكسجين في بعض الأقسام، مثل الإنعاش والعناية المركزة، وهو ما يجعل الأطر الطبية تعاني من صعوبة في التنفس أثناء أداء مهامها، خاصة خلال فترات العمل الطويلة. ويعتبر هذا الأمر من النقاط التي تستدعي التفكير في حلول عاجلة، سواء عبر تجهيزات بديلة أو إعادة تصميم بعض المساحات لتأمين ظروف عمل مناسبة.

وفي هذا الإطار أوضح أحد الأطر الصحية والمهتمين بمجال الصحة والسلامة، في تصريح لجريدة العربية.ما، أن غياب التهوية في قسم الإنعاش يُعتمد كإجراء وقائي للحد من انتشار العدوى والحفاظ على بيئة علاجية معقمة، مبرزاً أن مستشفى الزموري بالقنيطرة تم تصميمه وفق المعايير الدولية المعتمدة، بما في ذلك نظام عزل خاص وأجهزة تنقية هواء متطورة، تضمن حماية المرضى والأطقم الطبية على حد سواء.

لا يقتصر الضغط على المستعجلات فقط، بل يمتد إلى قسم الولادة الذي يشهد إقبالا متزايدا، ما دفع البروفيسور ياسين الحفياني، مدير المستشفى، إلى الإشراف شخصيا على سير العمل داخله ومواكبة التغييرات الجارية، والتي بدأت بالفعل في تحسين صورة القسم لدى المواطنات.

كما يُجري قسم الأشعة أكثر من 180 فحصا بالسكانير يوميا، ما يعكس حجم الطلب، لكنه في الوقت نفسه يفرض ضرورة دعم الطاقم التقني والفني لمواكبة هذا النشاط المكثف.

تحت طلب مدير المستفى الاقليمي الزموري ،عرفت الفترة الأخيرة زيارات مكتفة لوفد من المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا إلى القنيطرة، بهدف تقييم جودة التكفل بالمرضى وفق معايير منظمة الصحة العالمية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المستشفى. وبعد مسار طويل في مواجهة مظاهر الفساد، أصبح التركيز منصبًا اليوم على تحسين الجودة، حيث من المرتقب أن يبدأ خبراء جامعيون العمل داخل المستشفى انطلاقًا من 1 شتنبر تحت اشراف الاستاذ الحفياني ، مما سيشكل دفعة قوية لرفع مستوى الأداء.

كما تم تعزيز مصلحة أمراض الكلى والتصفية، التي كانت تشتغل دون طبيب مختص، من خلال تعبئة طبيبين مختصين يعملان حاليًا بدوام كامل بفضل دعم المركز الجامعي.

الواقع الحالي يجعل من الضروري تدخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتوفير موارد بشرية إضافية، ودراسة إمكانيات توسعة قسم المستعجلات وتحسين تجهيزات الأقسام الحيوية، بما في ذلك معالجة مشكل غياب الأكسجين والنوافذ في بعض الوحدات.

وفي انتظار هذه التدخلات، تواصل الأطقم الطبية والإدارة العمل بأقصى طاقاتها، في محاولة للتوفيق بين محدودية الإمكانيات وتزايد الطلب على الخدمات الصحية. ورغم أن الطريق ما يزال طويلا، فإن الإرادة القوية واستثمار البروفيسور ياسين الحفياني لصفته الجامعية سيساهمان في تعبئة المزيد من الكفاءات نحو القنيطرة، بما يحافظ على مكانة مستشفى الزموري كمعلمة صحية أساسية لساكنة الإقليم والمناطق المجاورة اللتي وجب دعمها أيضا لتخفيف الضغط على مستشفى الزموري.

Exit mobile version