مستشفى السلامة: فاجعة إنسانية تفضح عمق الأزمة الصحية بقلعة السراغنة

14 يونيو 2025
مستشفى السراغنة
متابعة .. محمد شيوي
 مستشفى السلامة فاجعة إنسانية  تفضح عمق الأزمة الصحية.

ما جرى يوم الخميس بمستشفى “السلامة” في قلعة السراغنة لا يمكن اعتباره حادثا عرضيا أو استثناء، بل هو تجل صارخ لأزمة هيكلية تعصف بالقطاع الصحي العمومي. سيدة تضع مولودها في باحة الاستقبال، دون أي رعاية طبية تليق بحالتها، في مشهد يلخص حجم الاختلالات التي يعاني منها هذا المرفق الحيوي.

زوج السيدة، الذي عبر بصوت مكلوم عن معاناته، أكد أن وضع زوجته كان يستدعي تدخلا فوريا، غير أن الاستجابة كانت غائبة تماما. ما زاد من حدة الاستياء أن قرار إحالتها إلى مستشفى محمد السادس بمراكش لم يكن نتيجة لتقدير طبي دقيق، بل – كما نقل عن سائق الإسعاف – تم بناء على حجم الضغط الذي مارسه الزوج: “كون ما رفعتوش صوتكم.. ما يصيفطوكومش تال مراكش”.

ما حدث يضع أكثر من علامة استفهام حول كفاءة التدبير، ومستوى الاستجابة في المؤسسات الصحية، خاصة حين يتحول الإهمال إلى تهديد مباشر لحياة الأمهات والمواليد. فأن تلد امرأة على الأرض، في سنة 2025، داخل مستشفى عمومي، وفي ظل خطابات رسمية تؤكد المراهنة على التنمية والعدالة الاجتماعية، هو أمر لا يمكن القبول به أو تبريره.

هذه الحادثة المؤلمة تعيد فتح النقاش حول الأولويات: كم من امرأة يجب أن تمر بنفس المعاناة؟ وكم من مولود يجب أن يولد في ظروف لا إنسانية حتى يتحرك ضمير المسؤولين؟ لقد آن الأوان لمراجعة شاملة للسياسات الصحية، تبدأ من احترام كرامة المواطن، وتضع الإنسان في قلب المنظومة، لا هامشها.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.