شهِد مشروع “النواة الجامعية” تعثراً قبل انطلاقته، ليبقى المشروع مجرد حلم تبخر مع مرور السنوات من الموعد الذي كان فيه من المفروض أن يرى النور ويخرج للوجود كي يتم من خلاله وضع حد لمعانات أعداد كثيرة من الطلبة والطالبات الذين يقصدون الجامعات من أجل الدراسة بكل من مكناس وفاس والقنيطرة والرباط خاصة وأن إقليم الخميسات يعتبر ثاني أكبر إقليم على الصعيد الوطني ليظل الوضع السياسي على ما يعتقد من ضمن الأسباب الرئيسية التي جعلت المشروع الجامعي بالخميسات يدخل في خانة النسيان.
وأشار عضو بجامعة محمد الخامس خلال أحد الإجتماعات التي انعقدت في وقت سابق بعمالة الخميسات أن مشروع “النواة الجامعية” رهينٌ بترافع جميع الفعّاليات المدنية والحقوقية والسياسية لدى الجهات المركزية ولدى رئيس الحكومة، خاصة في ظل وجود العقار و الدراسة الأولية والمهندس المعماري.
وسبق أن قام يومه الثلاثاء 3 غشت 2021، وزير التعليم السابق السيد أمزازي رفقة السيد الكاتب العام لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي والسيد رئيس جامعة محمد الخامس والسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة والسيد الرئيس السابق للمجلس الإقليمي بالخميسات، بزيارة للقطعة الأرضية المخصصة لاحتضان مشروع بناء نواة جامعية بمدينة الخميسات. تقدر الكلفة المالية للمشروع ب 90 مليون، ممول بشراكة بين كل من جامعة محمد الخامس وجهة الرباط سلا القنيطرة والمجلس الإقليمي للخميسات مناصفة ب 30 مليون درهم لكل طرف.
ويلتحق سنويا الآلاف من أبناء إقليم الخميسات بجامعات جهة الرباط سلا القنيطرة، باعتبارها أقرب جامعة للإقليم، في الوقت الذي ينحدر أغلب حاملي شواهد الباكالوريا من أسر فقيرة وهشة، وفي أحسن الأحوال ينتمون إلى طبقة متوسطة، ما يعمق معاناتهم عند الالتحاق من أجل الدراسة، إذ يكون عليهم تحمل مصاريف الكراء ومصاريف العيش والتنقل خصوصا الطلبة غير المستفيدين من المنحة والحي الجامعي.
وفي نفس السياق طالبت فعاليات جمعوية بإقليم الخميسات من الوزير التراجع عن قرار إلغاء النواة الجامعية بإقليم الخميسات، نظرا لحاجة أبنائها الحاصلين على الباكالوريا لها، باعتبارها أولى الأولويات، ولأهمية تقريبها من مقرات سكناهم لإعفائهم من مصاريف إضافية ينفقونها لمتابعة دراستهم الجامعية بمدن بعيدة كالعاصمة الرباط والقنيطرة، خاصة أن نسبة منهم لا تستفيد من السكن الجامعي بالإضافة إلى أن مساحة إقليم الخميسات تشكل 40 في المائة من إجمالي مساحة جهة الرباط سلا القنيطرة، وعدد الناجحين والناجحات في سلك الباكالوريا في كل موسم دراسي يفوق 4000 تلميذ وتلميذة، أكثر من نصفهم من الإناث.