العربية.ما alaarabiya.ma

مشروع تندرارة للغاز الطبيعي.. هل يكون بوابة المغرب نحو استقلالية الطاقة؟

alt=
العربية.ما - العربي حجاج

في قلب الصحراء الشرقية للمغرب، تقع منطقة تندرارة، التي أصبحت محور اهتمام كبير في السنوات الأخيرة بسبب احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة فيها. شركة “ساوند إنرجي” البريطانية، المدرجة في بورصة لندن والمتخصصة في استكشاف وإنتاج الغاز، تقود جهود تطوير هذا المورد الطبيعي. ويثير هذا المشروع العديد من التساؤلات حول قدرته على تغيير مشهد الطاقة في المغرب، وما إذا كان سيحقق الأهداف المرجوة منه.

خلفية المشروع:

بدأت “ساوند إنرجي” أعمال الاستكشاف في تندرارة منذ عام 2013. وبعد سلسلة من الاختبارات والحفر، أعلنت الشركة عن اكتشافات مشجعة لكمية كبيرة من الغاز الطبيعي. حيث يُعتبر هذا الاكتشاف ذو أهمية استراتيجية للمغرب، الذي يعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة لتلبية احتياجاته المحلية.

تقدم المشروع:

أعلنت الشركة مؤخراً عن استعدادها لبدء الإنتاج في المرحلة الأولى من المشروع. وتشمل هذه المرحلة بناء محطة لمعالجة الغاز وبنية تحتية لنقل الغاز إلى الأسواق المحلية. وأكدت “ساوند إنرجي” أنها أحرزت تقدماً في تأمين التمويل اللازم، وأنها في مراحل متقدمة من إبرام العقود مع الشركاء والمقاولين.

التحديات المالية والتقنية:

على الرغم من التفاؤل، يواجه المشروع تحديات متعددة. فمن الناحية المالية، يتطلب تطوير حقل الغاز استثمارات ضخمة، والشركة ما زالت تعمل على تأمين التمويل الكامل. وتقنياً، تتطلب طبيعة المنطقة الصحراوية بنية تحتية متقدمة لضمان استخراج ونقل الغاز بكفاءة وأمان.

الأثر الاقتصادي المتوقع:

إذا تم تنفيذ المشروع بنجاح، فإنه من المتوقع أن:

-يعزز استقلالية المغرب في مجال الطاقة: حيث سيساهم الغاز المنتج في تقليل الاعتماد على واردات الغاز والبترول.

-يدعم الاقتصاد المحلي: إذ سيوفر فرص عمل ويحفز التنمية في المنطقة الشرقية.

-يجذب الاستثمارات الأجنبية: فقد يشجع النجاح في تندرارة شركات أخرى على الاستثمار في قطاع الطاقة المغربي.

مخاوف بيئية واجتماعية:

يثير المشروع أيضاً بعض المخاوف التالية:

-التأثير البيئي: فعمليات استخراج الغاز قد تؤثر على البيئة المحلية، مما يستدعي اتخاذ تدابير للحفاظ على النظام البيئي.

-التأثير على المجتمعات المحلية: والتي تفرض ضمان استفادة المجتمعات القريبة من المشروع من خلال توفير الخدمات وفرص العمل، مع احترام ثقافتها وحقوقها.

رؤية الحكومة المغربية:

ترى الحكومة في مشروع تندرارة فرصة لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية. وقد أبدت استعدادها لدعم المشروع من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة.

آراء الخبراء:

يرى بعض الخبراء أن المشروع قد يغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة المغربي، بينما يحذر آخرون من الإفراط في التفاؤل نظراً للتحديات المالية والتقنية. ويؤكد المحللون على أهمية الشفافية والتخطيط السليم لضمان نجاح المشروع على المدى الطويل.

مشروع تندرارة للغاز الطبيعي يحمل في طياته إمكانيات كبيرة للمغرب، لكنه ليس خالٍ من التحديات. فالنجاح يعتمد على تعاون وثيق بين الشركة والحكومة والمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى إدارة فعالة للمخاطر المالية والتقنية. والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا المشروع سيصبح نقطة تحول في مسار الطاقة المغربي أم مجرد فرصة ضائعة.

المصدرالعربية.ما
Exit mobile version