احتجت الساكنة المحلية المتضررة من مشروع إعادة الهيكلة بمدينة الخميسات في عدة مناسبات وبأشكال سلمية متنوعة منذ حوالي أربع (4) سنوات، من أجل تمكينها القانوني من بقع في التجزئات المحدثة بعد هدم دُورها الصفيحية في عز انتشار وباء كورونا عام 2020، وتزامنا مع جو بارد ومطير. معاناة الساكنة المحلية المتضررة من إعادة الهيكلة بالخميسات تستفحل ومطالب بتدخل الجهات العليا لإنقاد المشروع الملكي
ولازال الاحتجاج والمطالبة بحقوق الساكنة ساريا ومتجددا، وهو ما تترجمه في وقفات احتجاجية أمام عمالة إقليم الخميسات كل أربعاء. لكن أربعاء اليوم 29 نونبر 2023، كان مغايرا، حيث تم الاحتجاج بعين المكان؛ أي فوق تراب إحدى التجزئات، بسبب “منع مسيرة كانت متجهة نحو مقر العمالة، ومحاصرتها من طرف القوات العمومية والسلطات المحلية”، حسب تصريح أحد المحتجين، وحسب ما عاينته جريدة “العربية.ما” من تواجد عناصر مختلفة من ذات القوات ورجال السلطة.
وتطالب الساكنة المتضررة مختلف المسؤولين بالتعجيل في حل قضيتها “بما يلزم من الجدية وتمكين المتضررين من بقعهم ولا شيء آخر”، كما قال أحدهم، وأضافت سيدة “اننا تضررنا كثيرا منذ هدم منازلنا.. نحن الآن نسكن في بيوت الكراء الغالية على قدرتنا.. أُصبنا بأمراض وضاع أبناؤنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل..”.
كما يستعرض منسق تنسيقية ساكنة حي السعادة أحفور المعطي؛ “مصطفى أغربي” بعدة حلقات من البث المباشر على صفحته بالفايسبوك، تقييما للأوضاع القاتمة والمستجدات والمشاكل المتسلسلة التي ارتكبت في حق الساكنة المعنية بالبرنامج الاستعجالي لإعادة الهيكلة، مذكرا ببعض النقاط السوداء المسكوت عليها بمدينة الخميسات و”التلاعبات في المشروع الملكي في محاولات لإفراغه من محتواه لصالح جهات لا هم لها سوى الإغتناء على حساب المتضررين”، مشيرا إلى “الدور السلبي الذي لعبته بعض الجمعيات المرتبطة بالهيكلة، والتي لم تخرج من رحم الساكنة المعنية، وكذا تراجع هيئات وجمعيات أخرى سبق وأن دعمت القضية في بدايتها، دون معرفة السبب؟”، وأكد الناشط أغربي لجريدة “العربية.ما” أنه وبسبب نشاطه الإجتماعي وتشبثه بحقوقه أصبح يتعرض لمضايقات بعض المسؤولين، وهو ما يحمل فيه المسؤولية لهم فيما قد يقع له من مكروه.
هذا، وباتت قضية الهيكلة بالخميسات “تحوم حولها شبهات عرقلة المشروع الملكي ومحاولة إفراغه من محتواه التنموي، وحان الوقت أكثر من أي وقت مضى لتدخل جهات عليا لإنهاء التلاعب بمصير المتضررين، لأن طرق التدبير التي سهرت عليها جهات محلية، عبر حوارات ماراطونية، مع مختلف المتدخلين لم تقدم سوى الوعود “المتبخرة للمعنيين””، كما قال أحد المحتجين.
ويرى المتضررون أنه لحل قضيتهم “على المسؤولين احترام الضوابط الأساسية للحلحلة عبر حصر اللوائح الإسمية للمستفيدين، وتشديبها من أسماء لا علاقة لها بأحيائهم، واحترام مساحات البقع، بما يضمن سكنا لائقا، والتصاميم المتضمنة للمرافق العمومية الأساسية، وعدم المطالبة بمصاريف إضافية وغير قانونية ودون سندات رسمية، وعدم التلاعب بالإحصائيات الأولى.. إلى جانب ردع التدخل السلبي لبعض رجال السلطة..”.
هذا وتجدر الإشارة أن الأحياء المعنية في مشروع إعادة الهيكلة بالخميسات هي: السعادة، وأحفور المعطي، العنصر أقلال وزهانة كعبوشة وعين الخميس ولالة رحمة، وقد شملت عملية الهدم بها 2701 من دور الصفيحية و’البراريك”، وتم حينها (عام 2020) إحصاء ل 8888 من المحصيين رسمياً، على مساحة تقدر 146 هكتارا (جميع الأحياء المعنية بما فيها 76 هكتار خاص بحي أحفور المعطي).