من زقاق شعبي في أولاد حجاج، حيث لا تُرسم الأحلام على الجدران بل تُصنع فوق تراب الملاعب الترابية، انطلق مصطفى الهادي نحو العالمية، مرتدياً قفازات المنتخب المغربي لقصار القامة، وممثلاً لوطنٍ يرى في كل ابن من أبنائه مشروع بطل.
الهادي، الذي نشأ في كنف سوق أولاد فرج الأسبوعي، تعلم مبكراً أن الطول الحقيقي لا يُقاس بالأمتار، بل بالإصرار والإيمان، وها هو اليوم ضمن بعثة الأسود القصار بمدينة ريو دي جانيرو، يستعد لمواجهة من العيار الثقيل أمام منتخبي البرازيل والأرجنتين.
تحت قيادة المدرب عصام، ضمت الكتيبة الوطنية كوكبة من الأسماء القادمة من مختلف ربوع المملكة:
يوسف – نزار – المدني – أسامة (x2) – خالد – أشرف – نور الدين – محمد – عمر – عبد النور – مصطفى – بلال.
كل اسم في هذه القائمة يحمل خلفه قصة نضال، وكل قميص يُرتدى ليس مجرد زي رياضي، بل عهدٌ مع الوطن بأن الراية سترتفع مهما كانت التحديات.
عندما يُعزف النشيد الوطني في ملعب لاتيني، سيكون صدى “ديما مغرب” عابراً للبحار، قادماً من الوليدية، عابراً أولاد فرج، ملامساً جبال الأطلس وسواحل الشمال.
هي رسالة لهؤلاء الأسود: أن القلوب الكبيرة لا تُقهر، وأن المجد لا يسأل عن الطول… بل عن مدى الرفعة