ثورة التعلم في المدارس المغربية.
يشهد النظام التعليمي المغربي “ثورة التعلم النشط” تحولا ملحوظا من مفهوم “التلميذ” التقليدي إلى مفهوم “المتعلم” الذي يعكس رؤية جديدة في التعليم. يعبر هذا الانتقال عن تحول في الحمولة الدلالية والمعرفية، إذ يركز على دور المتعلم كفاعل رئيسي في العملية التعليمية.
في السياق الدلالي، يشير مصطلح “تلميذ” إلى شخص يتلقى المعرفة بشكل مباشر، بينما “المتعلم” يمتلك دورا أكثر فعالية، حيث يعتبر شريكا في بناء معرفته. هذا التحول يعكس تغييرات في الطريقة التي ينظر بها إلى التعليم، حيث يعطى المتعلم القدرة على المشاركة الفعالة، الاستكشاف، والتعلم الذاتي.
من الناحية المعرفية، يعزز مفهوم “المتعلم” من أهمية المهارات الحياتية، التفكير النقدي، وحل المشكلات. يتجاوز التعليم التقليدي حدود الحفظ والتلقين ليشمل تطوير الكفاءات والقدرات الفردية، مما يمهد الطريق أمام المتعلمين ليكونوا أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر.
على مستوى الممارسة البيداغوجية، تسعى المؤسسات التعليمية إلى تبني استراتيجيات تدريسية تتماشى مع هذا التحول. يتم التركيز على التعليم التفاعلي، التعلم النشط، والأنشطة الجماعية التي تشجع على التفكير النقدي والإبداع. يُعتبر المعلمون مرشدين يساعدون المتعلمين على اكتساب المعرفة بدلا من كونهم مجرد ناقلين لها.
تتداخل هذه العناصر لتشكل بيئة تعليمية أكثر ديناميكية، حيث يعزز التعلم الذاتي والتعاون بين المتعلمين، مما يسهم في بناء مجتمع مدرسي أكثر تفاعلا وإيجابية.
في الختام، يمثل الانتقال من “التلميذ” إلى “المتعلم” في المدرسة المغربية خطوة هامة نحو تحديث التعليم، مما يعزز من قدرة المتعلمين على التفاعل مع المعارف والمهارات بشكل فعال، ويُعدهم لمستقبل يتطلب الإبداع والابتكار.