من حفرة في طريق إلى شق في جدار قسم… من يحمي أرواح المغاربة من فوضى البنية المهترئة؟
في مشهد لا يشبه سوى واقع مغربي يئن تحت صمت الإسفلت المهترئ وجدران المدارس المتشققة، خرج النائب البرلماني عن دائرة الجديدة، بناصر رفيق، ليسائل الحكومة عبر قناتي وزارة التجهيز والماء ووزارة التربية الوطنية، حول ما وصفه بواقع “لا يليق بدولة تراهن على التنمية والعدالة المجالية”.
فما الذي يحدث في الطريق الساحلي بين الجديدة والوليدية؟
ولماذا ما تزال أقسام مدرسة الحناتشة بجماعة الشعيبات تُدرّس المعرفة فوق أرضية الخطر؟
طريق تتحول إلى فخ سياحي
الطريق الجهوية رقم 301، التي تربط بين مدينتي الجديدة والوليدية، لم تعد فقط عنواناً لتآكل البنية التحتية، بل باتت بمثابة مصيدة مفتوحة لكل من تسوّل له نفسه المرور بها. حفر، انجرافات، غياب الصيانة، وانعدام الرؤية؛ كل ذلك في مقطع يُفترض أنه شريان سياحي وساحلي تستفيد منه المنطقة اقتصادياً.
النائب رفيق اعتبر أن استمرار تجاهل إصلاح هذا الطريق يُعد استخفافاً بسلامة المواطنين وبمقومات التنمية المحلية، مطالباً برد واضح من وزارة التجهيز حول الجدولة الزمنية لأي تدخل محتمل.
حجرات دراسية فوق أعمدة الخوف
أما الأخطر، فيتعلق بمصير أطفال صغار يتابعون دراستهم في حجرات متهالكة بمؤسسة “الحناتشة”، حيث تآكلت الجدران وسقط السقف في بعض الفصول. الصورة مرعبة: تلميذ يحمل محفظته في يد، والنجاة من الانهيار في اليد الأخرى.
هذا ما وصفه السؤال الموجه لوزير التربية الوطنية، والذي طالب بإيفاد لجنة عاجلة للمعاينة واتخاذ قرارات ميدانية لا تقبل التأجيل، حفاظاً على أرواح فلذات أكباد المغاربة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في قرية لا تحظى بالأولوية في دفاتر الاستثمار العمومي.
أسئلة تُطلق في وجه الصمت
توقيت الأسئلة لم يكن عبثياً. نحن على أبواب عطلة الصيف، والطرقات المتهالكة قد تُحوّل سفر المصطافين إلى مغامرة غير محسوبة. والمدارس القروية التي تُغلق أبوابها اليوم، ستفتحها بعد شهور على واقع قد يزداد خطورة.
بعيداً عن لغة المجاملة، ما حدث ليس مجرد مساءلة برلمانية عابرة، بل هو جرس إنذار صريح من قلب منطقة ظلت لسنوات طويلة خارج خريطة الإنصاف التنموي.
فهل من مجيب؟
وهل تملك الحكومة الجرأة لتقول: “لقد أخطأنا، وسنُصلح”؟