مهرجان تيفلت يُعلق عليه اليساري عز العرب حلمي في تدوينة “صباغة بالمناسبة.. ومواطنة مؤجلة”

منطق التسيير المناسباتي والسطحي والاستعراضي ..  الذي يُقصي احتياجات المواطن اليومية.. ومهرجان لا يحظى بالإجماع .. هو منطق فارغ من أي رؤية حضرية حقيقية

مهرجان تيفلت يُعلق عليه اليساري عز العرب حلمي في تدوينة “صباغة بالمناسبة.. ومواطنة مؤجلة”
العربية.ما - عبد السلام. أ

نَشر عز العرب حلمي، المستشار بالمعارضة بالمجلس البلدي لمدينة تيفلت عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، تدوينة في صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، عن علامات التشوير وصباغة ممرات الراجلين التي تتم حاليا بالمدينة تزامنا مع “مهرجان تيفلت … الذي؟!”.

منطق التسيير المناسباتي والسطحي والاستعراضي ..  الذي يُقصي احتياجات المواطن اليومية.. ومهرجان لا يحظى بالإجماع .. هو منطق فارغ من أي رؤية حضرية حقيقي

حيث كتب مستشار أحزاب المعارضة: «في كل دورة من دورات مجلس جماعة تيفلت، نحرص كأعضاء عن المعارضة على إثارة قضايا يومية تهم المواطن التيفلتي وتنعكس على جودة حياته، ومن بين هذه القضايا التي سبق لي إثارتها، موضوع علامات التشوير وصباغة ممرات الراجلين، باعتبارها مكونات أساسية في أي مدينة تُحترم، وتعبّر عن احترام المواطن ومكانته داخل الفضاء العام».

وأضاف المستشار عز العرب حلمي: «هذه التفاصيل “الصغيرة” في ظاهرها، تحمل في العمق معاني كبرى: فهي التي تنظم العلاقة بين الراجلين والسائقين، وتكرّس ثقافة احترام الطريق، وتُجنب الحوادث، وتُعلّم الأطفال منذ الصغر أن الفضاء العام ليس فوضى بل نظام».

وأشار ذات المستشار: «خلال تدخلي، تفاجأت، بجواب رئيس المجلس، الذي اعتبر أن صباغة الممرات ووضع علامات التشوير “مكلفة وغالية” وكأننا نتحدث عن مشروع بنية تحتية ضخمة وليس عن أساسيات بسيطة تدخل ضمن أبجديات التسيير الحضري». وقال: «لكن الغريب في الأمر، أن هذه “المصاريف الثقيلة”، تختفي فجأة كلما اقترب موعد مهرجان المدينة، الذي يُنظم بواجهة جمعوية وبجوهر سياسي انتخابوي واضح. فجأة تُصبغ الأرصفة، وتُرسم الممرات، وتُزين بعض الشوارع، وتُنظف الساحات. لا لأن المدينة تحتاج إلى ذلك، بل لأن “الضيوف” قادمون، ولأن الصورة يجب أن تكون جميلة أمام الكاميرات».

ويؤكد عز العرب حلمي، «إن هذا السلوك، لا يُكرّس إلا منطق “التجميل المناسباتي” الذي يُعامل المدينة وكأنها بناية مهجورة لا تُفتح إلا عند زيارة أحدهم، وليس كفضاء للعيش اليومي لأكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة». و«نحن هنا لا نعترض على صباغة الأرصفة ولا على تنظيف الشوارع»، يشير اليساري عز العرب حلمي، «بل نعترض على تحويل الجمالية والنظافة إلى وظيفة ظرفية، مرتبطة بالمهرجان ومرهونة بـ”المظهر أمام الغرباء”، بدل أن تكون حقًا دائمًا للساكنة».

واستخلص عز العرب «إن منطق التسيير المناسباتي الذي يجعل من مهرجان لا يحظى بالإجماع مرجعًا للتجميل، ويُقصي احتياجات المواطن اليومية، هو منطق سطحي، استعراضي، فارغ من أي رؤية حضرية حقيقية». كما قال «أنه في الوقت الذي تُهمل فيه نقاط سوداء كثيرة في المدينة، وتغيب فيه أبسط معايير السلامة في بعض الأحياء، يُصر المجلس على إنفاق المال العام على “صباغة موسمية”، بدل إعتماد برنامج سنوي منتظم لصيانة وتحديث التشوير الطرقي وتنظيف الشوارع».

وكتب عز العرب حلمي، «نعيد التأكيد، نحن في فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن المواطنة لا تُبنى بصباغة المناسبات، بل بإحترام الذكاء الجماعي، والاستماع للمطالب الحقيقية، وتوفير أساسيات العيش الكريم في كل وقت وحين، دون تمييز ولا بهرجة».

وخلُص حلمي إلى أن «المدينة التي لا تُصان إلا في موسم المهرجان، ليست مدينة، بل مجرد واجهة مُجمّلة تخفي وراءها هشاشة تدبيرية صارخة».

Sourceالعربية.ما -تدوينة المستشار
Exit mobile version