انتعاش المهن الموسمية في سوق تاشفين أزلي بمراكش خلال عيد الأضحى
مهن تنتعش في عيد الأضحى : مهن الذبح وشحذ السكاكين وتجارة الفحم والتوابل
مهن تنتعش في عيد الأضحى، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد ازدهار العديد من المهن الخاصة بهذا الموسم الديني والاحتفالي. هذه المهن تشكل حركة اقتصادية نشطة تُسهم في رفع معدلات التشغيل وتنشيط السوق المحلي بحي تاشفين ازلي في مراكش في هذه الفترة.
وتعود الروح لكثير من المهن مثل معدّات الذبح والطهي وشحذ السكاكين وكوانين “فرينة – مجمر” للشواء. كما تنتعش تجارة الفحم والعلف والتبن والأواني والأكياس البلاستيكية لجمع النفايات او الخاصة باللحم في المجمد، الى جانب تجارة التوابل كالفلفل والزعتر والكامون والثوم والمروزية وغيرها من الأعشاب التي يعتقد أنها تعطي نكهة خاصة للحم الأضحية .
«العربية. ما» قامت بجولة في السوق الخاص بحي تاشفين، بمنطقة ازلي ورصدت أهم هذه المهن.
مهن تنتعش في عيد الأضحى مهنة الجزارون
غالبا ما يستنجد المواطن المراكشي الذي لا يتقن الذبح بالجزّار يوم العيد لذبح خروفه أو بأولئك الذين يتقنون المهنة بمقابل قد يصل في بعض الأحيان إلى 200 درهم، لذا تجد هذه المهنة تنتعش بشكل كبير في هذا اليوم بالذات.
يقول أحد الجزارين إنّ «الذّبيحة» تصبح مهنة الأغلبيّة في يوم العيد ولا تقتصر على الجزّارين فحسب بل يمتهنها العديد مؤكّدا أنّ التسعيرة التي يتبّعونها هي تسعيرة رمزية ولا يستندون فيها إلى ايّ جهة بل يحدّدونها بانفسهم لتتراوح بين 100 و 200 درهم .
يتابع حديثه قائلا، بمنطقة ازلي والمناطق الأخرى أنّ لديه زبائن يلجؤون إليه كلّ عيد لذبح خرفانهم مضيفا أنه لا يحدّد المبلغ الذي يتقاضاه مقابل ذلك بل يرضى بما يقدّمه الزبون ليؤكّد أنّه يتراوح بين 100 و 200 درهما مضيفا أنّ «الذّبيحة» مهنة تزدهر وتنتعش يوم العيد ولها عائدات جيّدة رغم امتهانها من قبل عديد الدخلاء كما انّها تختلف من مكان إلى آخر حيث تنتعش في الأماكن الراقية وتقلّ انتعاشا في الأحياء الشعبية.
مهن تنتعش في عيد الأضحى : مهنة شحذ السكاكين وبيعها
من المهن الأخرى التي تنتعش فترة عيد الإضحى وتحديدا قبيل الموعد بأسبوع شحذ السكاكين وبيعها فشراء الأضحية يقابله تحضير بقية المعدات والسكين هو الأداة الأكثر ضرورة للمواطن المراكشي .
«احد الحرفيين»، شاب ذو 30 سنة الذي كان منهمكا في شحذ سكاكين إحدى الزبائن غير عابئ بالجروح التي كانت تملأ يديه وقد احاطت به حقائب كثيرة ومملوءة بمختلف لوازم الذبح في مشهد مميز لا نجده إلا في هذه المناسبة قال لنا إنه يمتهن هذه الحرفة خلال ايام العيد الى جانب عمله الاصلي (بائع متجول) منذ سنين طويلة لتوفير بعض الدراهم الى جانب مدخوله اليومي المداوم عليه و الذي يتقاضاه من مهنته الأصلية.
وعن سعر عملية الشحذ السكاكين اوضح الشاب الحرفي ان السعر يحدد حسب حجم السكين وأنّه يتراوح عموما بين خمسة وعشرة دراهم على حد قوله.
مهن تنتعش في عيد الأضحى : تجارة الفحم والكوانين
اما عن الفحم والكوانين من الأدوات التي يحرص المراكشي على توفيرهما في هذه المناسبة لتنتعش تجارتهما لدى أغلب الباعة بشوارع العاصمة السياحية على طاولات صغيرة.
ويقول يوسف أحد الباعة وهو شاب وسيم (25 سنة تقريبا) «بالنسبة لي يعد عيد الأضحى مناسبة لجمع بعض المال الاضافي لأشتري كل ما أرغب فيه «مضيفا انه يعمل كبائع خضر مع والده الملقب بالخريبكي داخل سوق تاشفين لكنه أيام العيد يتّخذ من هذه المهنة مورد رزق له لأنّها تشهد اقبالا جيدا على حدّ قوله.
مهن تنتعش في عيد الأضحى : تجارة المناديل الورقية وأدوات التنظيف
من الخدمات الأخرى التي تستقطب المراكشي والتي تنتعش هذه الفترة هي تجارة المناديل الورقية وأدوات ومواد تنظيف الأواني حيث تجد المواطن يقبل عليها لدى الباعة المتواجدين في سوق تاشفين رغم تواجدها في المحالات التجارية الكبرى وذلك لانخفاض أسعارها حسب شهادة بعض المقبلين عليها. ويقول أحد الباعة صاحب حطة لبيع المناديل الورقية أنّه يمتهن هذه المهنة منذ عدّة سنوات وانّها لا تختلف من حيث النوعية عن البضاعة المتواجدة بالمحلات الكبرى لكنّه استدرك قائلا انّ الإقبال هذه السنة يشهد تراجعا مقارنة بالسنوات الماضية مرجعا السبب في ذلك إلى تدهور المقدرة الشرائية التي جعلت المراكشي يستغني عن بعض الكماليات.
أمّا عن أحد أصحاب المحلات التجارية فيقول «ان أكثر ما يقدم عليه المراكشي في هذه الايام هو شراء الأكياس البلاستيكية صغيرة الحجم لحفظ لحوم الاضحية وأخرى كبيرة للتخلص من فواضل العيد. وشراء «شرايط الحبل» للقديد والاليمنيوم لحفظ اللحم ومناديل التنظيف» و«البخور».
مهن تنتعش في عيد الأضحى : مهنة بيع التوابل
التوابل بأنواعها رغم أن اغلب الأسر المراكشية تفضل تحضير التوابل بنفسها لعدم ارتياحها لطريقة تحضيرها وطحنها من قبل الباعة فإنّ المتجول في سوق تاشفين يلاحظ إقبالا هائلا على باعة التوابل من قبل المتسوّقات بحيث تحرص بعض الأسر المراكشية على اقتنائها. ويقول بائع التوابل إنّه يمتهن هذه المهنة منذ اكثر من 20 سنة وانّه امتهنها بأماكن عدّة بمختلف أحياء مراكش مضيفا انّ الإقبال يشهد ارتفاعا في هذه الفترة بالذات وانّ لديه زبناء يتعامل معهم مؤكّدا في الآن ذاته أن الأسعار ليست في المتناول لارتفاع السعر وانّه لا يستغلّ الظرف للترفيع فيها احتراما لزبائنه.
الشيء نفسه الذي أكّده زميل. له صاحب حطة لبيع «الإكليل» و«الزعتر» و«الرند» حيث افاد انّه يجلب هذه الحشائش من ضواحي مراكش الجبلية، وأنّ تجارته تشهد انتعاشا فترة عيد الإضحى لإقدام النسوة عليها واستعمالها لإضافة نكهة طيبة إلى مأكولاتهن مضيفا أنّ بضاعته لا تعرف إقبالا خلال فترة العيد فحسب فهو يمتهنها على مرّ السنة منذ اكثر من سبع سنوات مضيفا انّ أصحاب الفنادق الشعبية بالمدينة هم من يقدمون عليها في باقي الأيام .
مهن تنتعش في عيد الأضحى : مهنة بيع العلف
بيع العلف من الأنشطة التي لا تقل أهمية عن بقية المهن وذلك نتيجة إقبال المواطنين على شرائه وإطعام أضاحيهم. ويقول احد الزبائن انه يشتري بضاعته من الفلاحين بأسعار «الجملة» ثم يبيعها بالكلغ موضحا ان المواطن يرغب فقط في شراء كمية قليلة من العلف وبسعر متدنّ مؤكّدا انّ الإقبال محترم وقد وافقه في ذلك جار له بالحي.
وأشار كذلك نفس المتحدث أنّ المواطن المراكشي خاصة الذي يقطن في العمارات والاماكن المغلقة يشتري الخروف قبل مدة قصيرة من العيد ممّا يجعله يكتفي بشراء كمية قليلة من العلف غير المتوفّرة في الأسواق العادية «لكنّنا نقوم بتوفيرها له وبأسعار مناسبة أيضا» مقرّا انه وجاره يعملان دائما في المهن الموسمية و انه ليس لديهما عمل قار وان تحصيل المال وعدم البقاء عاطلين هما من أهم الأشياء لديهما.
مهن تنتعش في عيد الأضحى : خدمة شواء رؤوس الخرفان
وأضاف كذلك ان الحي الذي يقطن به يشهد عديد المهن الأخرى أهمّها شواء رؤوس الخرفان يوم العيد وذلك بظهور أشخاص يعرضون هذه الخدمة متسلحين بالمواقد لكسب بعض النقود مؤكّدا أن اغلب النسوة يلجأن إليهم تهرّبا من التعب موضّحا انّ الأسعار تتراوح بين 15 و 25 درهم للرأس الواحد.
في الختام، يُعد عيد الأضحى المبارك موسماً اقتصادياً نشطاً تزدهر وتنعش من خلاله العديد من المهن المرتبطة بهذا الحدث الديني والاحتفالي. حيث تزدهر مهن تنتعش في عيد الأضحى، هذا الازدهار يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وزيادة فرص العمل خلال هذه الفترة.