موجة هجرة جديدة تشهدها منطقة مليلية المحتلة

15 مهاجرًا مغربيًا يتخطون الحدود وسط تغيرات نوعية في أساليب الهجرة غير النظامية

30 أغسطس 2024
موجة هجرة جديدة تشهدها منطقة مليلية المحتلة
العربية.ما - العربي حجاج

تمكن 15 مهاجراً مغربياً من دخول مدينة مليلية المحتلة، وفقًا لما أورده مرصد الشمال لحقوق الإنسان في بلاغ له. في حادثة تأتي في سياق ارتفاع ملحوظ في محاولات الهجرة غير النظامية، خصوصًا بين صفوف الشباب والقاصرين غير المصحوبين.

 الهجرة الجماعية: تحول نوعي في الأساليب

أشار المرصد إلى تغيرات مهمة في طرق الهجرة المعتمدة من قبل المهاجرين، حيث لوحظ تحوّل من أسلوب السباحة الفردية إلى الهجرة الجماعية، مستغلين في ذلك الظروف الطبيعية التي تعيق مراقبة الحدود البحرية مثل نزول الضباب. هذا التغير النوعي يعكس رغبة المهاجرين في زيادة فرصهم بالوصول إلى الضفة الأخرى بأمان، حيث يتمكنون من تجاوز الأنظمة الأمنية المشددة التي تحاول منع هذه التدفقات البشرية.

 مشاركة شخصيات محلية في الهجرة غير النظامية

من اللافت للنظر أيضاً أن حالات الهجرة غير النظامية لم تقتصر فقط على الفئات الاجتماعية الهشة، بل امتدت لتشمل منتخبين من جماعات ترابية في إقليم الناظور. وهذا المؤشر الجديد يعكس تحولاً في الدوافع والأسباب التي تقود بعض الأفراد للهجرة، حتى ولو كانوا في مواقع سلطة وتأثير على المستوى المحلي. هذا التطور يدق ناقوس الخطر حول تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بعض المناطق، والتي تدفع حتى من هم في مراكز القرار للبحث عن مستقبل آخر خارج الحدود.

 القاصرون: ارتفاع حاد في محاولات الهجرة نحو سبتة

وفي سياق متصل، ذكر المرصد أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في محاولات هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو مدينة سبتة المحتلة، وذلك انطلاقًا من شواطئ الفنيدق. إذ أن هؤلاء القاصرون يخاطرون بحياتهم عبر السباحة لمسافات تتجاوز 10 كيلومترات، في رحلات قد تستغرق من 10 إلى 15 ساعة لعبور البحر. حيث تبقى هذه المحاولات تعكس حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، الذين يرون في الهجرة غير النظامية السبيل الوحيد للخروج من واقعهم الصعب.

 الدوافع والتحديات

يمكن تفسير هذه الظواهر بوجود عدة عوامل تتداخل فيما بينها، بدءاً من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مرورًا بارتفاع معدلات البطالة والفقر، وصولاً إلى الشعور بالإحباط وانعدام الأفق بين الشباب، خاصة في المناطق الشمالية من المغرب. وتشكل هذه العوامل مجتمعة دافعًا قويًا للبحث عن مستقبل أفضل، حتى لو كان ذلك عبر طرق غير قانونية ومحفوفة بالمخاطر.

 ردود الفعل المحلية والدولية

في ظل هذه التطورات، تتصاعد الضغوط على الحكومات المحلية والدولية لاتخاذ إجراءات فعالة للتعامل مع هذه الظاهرة. فمن جهة، تتزايد الدعوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي تعد بؤراً للهجرة، ومن جهة أخرى، تبرز الحاجة لتعزيز التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا لمكافحة شبكات التهريب وحماية الحدود.

ويظل موضوع الهجرة غير النظامية نحو مليلية وسبتة تحدياً معقداً يحتاج إلى معالجة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب والقاصرين للقيام بمثل هذه المخاطرات. فالحلول الأمنية وحدها لن تكون كافية للحد من هذه الظاهرة، بل يجب أن تترافق مع استراتيجيات تنموية طويلة الأمد تستهدف تحسين جودة الحياة في المناطق المتأثرة.

المصدر العربية.ما
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.