أصدرت الشاعرة المتألقة السعدية بنسهلي ديوانها الشعري الجديد تحت عنوان: “هكذا تكلم النبض”. ووقعته يوم الجمعة 25 أبريل 2025، خلال فعاليات معرض الكتاب الذي احتضنته العاصمة الرباط.

وعن إصداره صرحت السعدية بنسهلي في تصريح خصت به الجريدة الإلكترونية “العربية.ما”، حيث قالت الشاعرة: «اختياري للكتابة من بوابة الشعر لم يكن مجرد لحظة عارضة أوطارئة في حياة إمرأة مناضلة، وأستاذة سابقة لمادة الفلسفة، عبَرت مسارا حياتيا ينبض بشتى أنواع مجالات الفعل الإنساني والمهام المتعددة تربوية وسياسية ونقابية ومدنية واجتماعية وحقوقية وثقافية ومؤسساتية (المجلس الأعلى للتربية والتعليم، وبرلمانية سابقة بمجلس النواب..)، ميّزها العطاء المتميز، انطلاقا من الإيمان العميق بالرسالة النضالية في شتى الجبهات، والتي يؤطرها حب الوطن والمواطنة الكاملة للنساء في رحاب مجتمع ديمقراطي ناشئ يسعى إلى ترسيخ المساواة والعدالة الإجتماعية، وتحقيق المزيد من المكتسبات الحقوقية والمدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية لصالح المرأة المغربية في الحياة المجتمعية والمؤسساتية»
وأضافت الشاعرة السعدية بنسهلي، في ذات التصريح، أنه «في إطار إثبات الذات الفكرية والثقافية للمرأة المغربية ومساهمة منها في الارتقاء بالفعل الثقافي والابداعي، بما يعزز تواجدها في عالم فكري وثقافي تهيمن عليه السلطة الذكورية، قرّرتُ أن أخوض غمار هذا الجنس الإبداعي من موقع الانخراط في رابطة كاتبات المغرب وأفريقيا، للمزيد من تعبئة الفعل الإبداعي النسائي والتحفيز على الرقي بالقيم الجمالية من بوابة الشعر، الذي يجسد لونا إبداعيا».
وأكدت الشاعرة السعدية بنسهلي أن ذلك «سيفي بما يحمله نبضي الجياش من خزان للذاكرة والمواقف والإرادة.وما يعتمل فيه من شجون ووجع وآمال وأمنيات وكبوات تتطلب مقاومات عنيدة…». كما ترجمت الشاعرة وجهة نظرها بقولها: «الشعر شكّل دوما الخلفية الإبداعية التي أتنفس عبق وجمالية رحابها، من خلال شعراء كبار حفروا في ذاكرتي انهارا متدفقة ظلت تترقرق في أعتاب قريحتي التي أجلتها الى حين خروجها من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل. بالمعنى الفلسفي الأرسطي وتعالت إلى سماء الفكر والروح. حيث المعنى والدلالة لسلطة جمالية تطفح نبضا بالحياة. وانفلت من قبضة واقع مرير يشد قسرا نحو القيود وثقل العادات وشرنقة التناقضات وتشييء الذات وتبخيس الإنسان، والتعامل بالأقنعة. ولذلك ارتميت في أحضان ورطة الكتابة الشعرية، من خلال التماهي في سراديب النبض بالمعنى الشامل لهذا النبض والتأمل في مكنوناته، لعلني أقبض على إيقاعات خفقانه، وأسبر أغوار مكنوناته، ما اختزنته ذاكرتي في تشعب مساراتها وانزياحاتها، وشكل بذلك البحث عن روح المعنى والدلالة هاجسا للكشف عن الروح المتمردة لهذا النبض، الذي أبيت إلا أن أدفعه إلى أن يتكلم في شكل خفقان شعري ينساب ويسافر إلى جميع ضفاف الإحساس والروح، يستنطق الذاكرة ويفتح حوارات معها ويجنح نحو الحلم ليعانق الأمل ويفجر شرارة الوجود لإضفاء المعنى والدلالة عليه».
وأردفت الشاعرة بنسهلي: «خاصة، وأن هذا الجنس التعبيري في نظري سيسعفني أكثر في البوح بكل حرية في وطن التيه والعبث والذي يحضر فيه النبض بكل حمولاته وأبعاده وفوضاه.. هي انطلاقة اعتبرتها لحظة فارقة في مساري الشاق في مدارج زمني الخاص والزمن العام، وكأن النبض رحلة حكي للفرح والأمل والإحباط، والغضب، والتعب، والوجع، والغربة، والاغتراب، للذات والآخر، للصديق والعدو، للحاضر والغائب، للماضي والآتي..»
واعتبرت الشاعرة أن «هذه الدينامية، هي التي حدّدت شذرات الديوان الشعري لإعادة تشكيل ذات الشاعرة السعدية بنسهلي. إنه بوح يتدفق شعرا عله يصوغ من جديد جنون ذات تواقة للحب والصدق والوفاء بلغة الشعر، مادامت الذات قادرة على فعل النبض الذي يعطي للحياة الإنسانية قيمة وجمالية، فعلا وتفاعلا مع الآخر والواقع. فالذات المبدعة، تظل مشروعا منفتحا على كل الاحتمالات والانزياحات في عالم الجمال والإبداع».
ويبقى ديوان”هكذا تكلم النبض” بمثابة عصارة إبداعية تجسد جزءا هاما من تجربة حياتية معاشة في الذاكرة والواقع والحلم والمستقبل. أزهرت شعرا وإبداعا وجعلت من جمالية الحرف والكلمة والمعنى بوحا ينبض محبة وصدقا، بلغة المؤنث.