واقع الأطفال في مخيمات تندوف: انتهاكات جسيمة وحاجة ملحة للتغيير

9 أكتوبر 2024
واقع الأطفال في مخيمات تندوف: انتهاكات جسيمة وحاجة ملحة للتغيير
متابعة .. محمد شيوي
مخيمات تندوف وضع مأساوي للأطفال والشباب

شهدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤخرًا، مداخلات حادة من مقدمي ملتمسات دوليين حول الوضع المأساوي للأطفال والشباب في مخيمات تندوف، الواقعة جنوب غرب الجزائر. حيث أُشير إلى عمليات التلقين الإيديولوجي والتجنيد العسكري التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال، الذين يُستخدمون كدروع بشرية من قبل ميليشيات البوليساريو.

في مداخلة لها، أكدت ميشيل ميسون، ممثلة منظمة (Safety and Security Instructional Services)، أن مخيمات تندوف أصبحت بؤرة لتجنيد الأطفال، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تعزز بيئة من الكراهية والعنف. فقد أوردت أن الأطفال في هذه المخيمات يتعلمون الشعارات التي تروج للكره، مما يُعرّض مستقبلهم للخطر ويحولهم إلى ضحايا.

دعت ميسون المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء هذه المعاناة، مشددة على أهمية تنفيذ المخطط المغربي للحكم الذاتي الذي يتيح فرصًا أفضل للأطفال والشباب في الأقاليم الجنوبية. وأعربت كارول إيدس من منظمة “كابيتول هيل براير بارتنرز” عن استنكارها للغياب التام للآفاق بالنسبة لهؤلاء الأطفال، مؤكدة على ضرورة مواجهة الفظاعات التي يرتكبها قادة الحركة الانفصالية.

ومن جهة أخرى، انتقدت أماندا ديتشياني، ممثلة منظمة “الإنقاذ والإغاثة الدولية”، الظروف المزرية التي تعيشها الأسر في مخيمات تندوف، مشيرة إلى انتشار الفساد وانعدام الأمن. وأكدت على أن التسوية الحقيقية لا يمكن أن تحدث إلا من خلال المخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي يعد الأكثر إنسانية وسرعة في معالجة هذه القضايا.

تحذيرات كثيرة صدرت من مختلف المنظمات غير الحكومية بشأن الوضع المزري للأطفال في المخيمات، حيث يُحرمون من حقهم في التعليم والحياة الكريمة. فقد أكدت ماكسيم هارت من منظمة “كنيسة ميشن بوينت المحلية” أن الوقت قد حان لتنفيذ مخطط الحكم الذاتي، الذي من شأنه تحسين حياة هؤلاء الأطفال وتجميعهم مع أسرهم.

دعا المتحدثون في الاجتماع إلى ضرورة تسجيل وإحصاء السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، كما توصي بذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. واعتبرت سوزان غوبيل أن هذا الإجراء سيحد من الفوضى ويمنع استغلال الانفصاليين للسكان لتحقيق مصالحهم.

إن الوضع في مخيمات تندوف يلقي بظلاله على مستقبل الأطفال والشباب، ويستدعي تحركًا دوليًا جادًا للتصدي لهذه الانتهاكات. إن تنفيذ المخطط المغربي للحكم الذاتي يمثل فرصة تاريخية لتغيير هذا الواقع المرير وتحقيق السلام والكرامة للساكنة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.