صرفت الملايير على مدينة تيفلت، التابعة لإقليم الخميسات جهة الرباط سلا القنيطرة، في إطار برنامج التأهيل الحضري في عهد الرئيس الحالي “عرشان”، الذي يوجد على رأس جماعة المدينة لأزيد من 15 سنة، والذي لم يستطع ولم يود أن يكشف عن المبلغ المالي الإجمالي لهذا البرنامج الكبير…
ورغم هذه الملايير التي صرفت فلا زالت ساكنة حي “ر 6 مكرر” بمدينة تيفلت، على مشارف طريق آيت بلقاسم، تعيش الإهمال والمعاناة والوعود الكاذبة والسخط العارم.. في غياب الماء والكهرباء بصفة رسمية دائمة وعدم الربط بهاتين الشبكتين الحيويتين بعد سنوات متتالية من الشكايات والتظلمات والاجتماعات الخاوية الوفاض …
وبعيدا عن مصابيح “الليد” التي يتم التطبيل لها هذه الأيام وكواليس (المقاولة المستحوذة عليها؟)… وبعيدا عن” الزواق” وعن حي الدالية أوعن الطريق المؤدية إلى الفيلا المعلومة… كانت للجريدة الإلكترونية “العربية.ما”، جولة بهذا الحي، الذي يخفي الواقع الحقيقي لمدينة استفادت من ملايير الدولة ودافعي الضرائب. وبطلب والحاح من ساكنة الحي ننقل معاناتهم الواقعية، بعيدا عن “حجب الشمس بالغربال”:
“حيُّنا يعيش تحت وطأة التهميش وغياب البنيات التحتية الأساسية”، بهذه العبارة التي لها آلاف المعاني، تحدث إلينا مجموعة من شباب الحي وهم يتكلمون بحرقة ونظرة تشاؤم وسخط في ذات الحين. حيث استقبلوا “العربية.ما” بكل فرح وثقة وأمل في أن معاناتهم سوف تصل إلى من يهمهم الأمر، خاصة عامل إقليم الخميسات السيد عبد اللطيف النحلي، الذين ذكروا إسمه مرارا وتكرارا في حديثهم لنا.. طالبين منه القيام بزيارة ميدانية إلى حيهم للوقوف على واقع مرير، لن يرضاه لرعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
تصريحات كثيرة وأحاديث وقصص مختلفة استمعنا إليها، في عز هذه الحرارة المفرطة، كان ملخصها باسم أبناء وساكنة الحي: “إننا نعيش بحي”ر 6 مكرر”، الواقع في مخرج مدينة تيفلت على مستوى طريق أيت بلقاسم ومنذ سنوات ونحن نطالب بربط رسمي بشبكتي الماء والكهرباء. وتلقينا كل مرة، ووعود في وعود ومحاولات الالتفاف على مطالب الساكنة من طرف المجلس البلدي ورئيسه وكذا السلطات المحلية السابقة والحالية.. وهو الأمر الذي دفعنا إلى طلب التماس للسيد العامل الحالي عبد اللطيف النحلي من أجل التدخل العاجل لإنهاء هذا الوضع غير المقبول”.
وقد تمحور إلتماسهم وطلبهم، حول الماء والكهرباء، الذي يحول غيابهما حياتهم اليومية إلى معاناة مستمرة، ويقوض حقهم في أبسط مقومات العيش الكريم، خاصة أن الحي لا يبعد سوى أمتار معدودة عن الشبكتين مما يجعل عملية الربط مسألة تقنية لا تتطلب جهدا كبيرا أوتعقيدات إدارية.
محذرين في ذات الحين، من تداعيات هذا الإقصاء، خاصة مع اعتمادهم على حلول مؤقتة محفوفة بالمخاطر، سواء من حيث التكلفة أوالسلامة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب وسائل التبريد والتخزين، ناهيك عن الظروف الصعبة التي تعانيها الأسر، خصوصا الأطفال والنساء.
ومشددين على أن استمرار هذا الوضع يعد مساً بحقهم الدستوري في المساواة والكرامة.. ومتسائلين عن أسباب هذا التأخير رغم توفر الشروط التقنية اللازمة، مطالبين بالتسريع في ربط حيهم بشبكتي الماء والكهرباء، على غرار باقي أحياء المدينة التي استفادت من هذه الخدمات الأساسية.

ويبقى على السلطات الإقليمية والمحلية أن تترجم شعارات العدالة المجالية والتنمية المتوازنة إلى أفعال ملموسة، تضع حداً لمعاناة طال أمدها، وتعيد الثقة إلى مواطنين لا يطلبون سوى حقهم في العيش بكرامة داخل وطنهم”.
تلكم مطالب مشروعة واقعية، تتطلب إيجاد حلول عاجلة، خصوصا أن الساكنة أكدت على رغبتها في اقتناء العدادات واتخاذ الإجراءات القانونية الجاري بها العمل.. فواقع حي “ر 6 مكرر” بتيفلت، لا يمكن التأخر عن رفع معاناة ساكنته وإبقائه مخفيا.. وتبقى الصور المنشورة (المرفقة) تعبر عن واقع حال الحي؟؟!!…