لازال المحتج “يوسف صبري” لابثا في مكان احتجاجه بأعلى اللاقط الهوائي لشبكة اتصالات بحي حليمه، حيث دخل اليوم، الجمعة 28 يونيو 2024، يومه الخامس(5)، في غياب أي حوار معه أومع أفراد عائلته حول دواعي الاحتجاج، حسب ما عاينت الجريدة الإلكترونية العربية-ما من عين المكان، وبعدما نشرت مقالا في الموضوع في اليوم الأول.
عند وصولنا، بدا لنا المكان هادئا، لكنه يحمل الكثير من التساؤلات، توجد سيارات القوات العمومية (الشرطة والقوات المساعدة) وممثلي السلطة المحلية، وقليل من الناس، لا أحد يعرف مصير الشاب يوسف، ولا أحد يستطيع الإحساس بحرقته التي أوصلته إلى أعلى اللاقط (الريزو)، وفي هذا الجو المتقلب وخصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة.
زرنا بيت عائلة صبري، حيث تم استقبالنا من طرف أفراد العائلة البسيطة، لكنها كبيرة بكرمها وتواضعها (كان الإخوة وأمهم وتعذر علينا رؤية والدهم بسبب حالته الصحية المتدهورة وخصوصاً مع بداية احتجاج إبنه). وهنا صرح لنا إخوة يوسف بمجموعة من الأمور التي توضح سبب إقدامه على الاحتجاج، وبهذه الطريقة وفي هذه الظروف. حيث تمحورت المطالب حول “استعجال الإنصاف ورد الاعتبار للمحتج وعائلته ورفع الضرر الذي جاء في خضم معانات متنوعة”.
بالنسبة لمشاكل يوسف، حسب تصريح إخوته، فأهمها “ما تعرض له من إقصاء وتهميش، غير مبرر وفي عدة مناسبات، وهو يحاول إيجاد عمل قار يقيه شر العطالة ويعين به أسرته، حيث دفع عدة طلبات في الموضوع إلى جهات مختلفة دون جواب، ووضع مؤخرا ملفا بمنصة الشباب للاستفادة من دعم مشروع في إطار التشغيل الذاتي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكنه لم يقبل أيضا. وحتى أثناء احتاجه هذا فهو محروم من إمداده بالماء الشروب والأكل الكافيين؟!”.
هذا إلى جانب المعاناة الصحية المتنوعة لأخيه لحبيب، الذي سبق وأن تعرض لحادثة سير خطيرة خلال أكتوبر 2007، حيث “تم حفظ ملف الحادثة بعد التلاعب فيه”. وما تركه ذلك من تأثير كبير على جسده وعلى نفسيته أمام غياب تغطية صحية؛ معتبرا الأمر “تمييزا خطيرا وتصفية حسابات وشد الخناق مرتبط بتأسيس “حركة 30 يوليوز مع الملك ضد رموز الفساد” في 2011، ومرتبط بالدفاع عن الحقوق المهضومة”
كما عبر الإخوة صبري عن مضايقات متنوعة الأساليب وخلق مشاكل متكررة لهم من طرف “بعض الجهات المحسوبة على السلطة”، أدت في في أحيان إلى الزج بهم في السجن ظلما وعدوانا (اعتقال 3 منهم سنة 2011)، والطرد النهائي من المدرسة لإثنين آخرين (واحد يدرس بالباكالوريا علوم والآخر بالتاسعة إعدادي) في فبراير 2013.
هذا، وأشار الإخوة صبري إلى ما عانته تعاونيتهم (تعاونية الفخار زهانة أحفور المعطي) التي خلقت عام 2007، وحرمانها من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومن العرض بالمعارض التي تقام بالمدينة أوخارجها لعرض وبيع منتوجاتها لكسب مال يسد رمق العائلة، إلى درجة استغلال إسم التعاونية في مناسبات من طرف البعض.
إضافة إلى ما سبق ذكره من مشاكل عائلة صبري، هناك ما يتقاسموه من معاناة المتضررين من المشاكل العالقة بحي أحفور المعطي وحي السعادة بالخميسات والتي تجاوزت 3 سنوات مرت في حلقات فارغة من الحوارات الماراطونية مع مختلف المسؤولين بالمدينة، الذين لم يقدموا حلا معقولا لإنهاء إشكالية ملف إعادة هيكلة الأحياء المعنية، والحيلولة دون توقف هذا المشروع الملكي. (وهو ما تم التطرق إليه في عدة مقالات على موقع وصفحة العربية-ما).
وتبقى هذه المشاكل المتنوعة التي تعيشها عائلة صبري خلفية وراء احتجاج إبنها يوسف، ولذلك تطالب (العائلة) من مختلف المسؤولين بإنصافهم ورفع ضررهم عبر فتح حوار جاد ومسؤول ومضمون (بضمانات واقعية)، يجيب على مطالبهم ويصون كرامتهم.
فمتى يتحرك المسؤولون لفتح باب الحوار المنتظر مع هذه العائلة التي تعيش ظروفا قاسية، والحيلولة دون ما لا تحمد عقباه؟؟