بوجلود-بيلماون: تجسيد للثقافة المغربية الأصيلة

23 يونيو 2024
بوجلود-بيلماون
العربية.ما - الرباط

يقدم محمد أقديم، الباحث في التاريخ المحلي وثقافة الأمازيغ، رؤية مميزة حول ظاهرة “بوجلود-بيلماون“، الاحتفالية التقليدية التي تمتاز بجذورها العميقة في الثقافة المغربية، والتي لقت اهتماماً واسعاً في الدراسات الأكاديمية المتعددة.

بوجلود-بيلماون : الأصالة الثقافية والتجذر في التقاليد المحلية

أولاً، يشير الباحث إلى الدراسات الأنثروبولوجية والإثنوغرافية التي استكشفت الطقوس المماثلة والمعتقدات في المغرب، من دراسات إدوارد ويسترمارك حول الطقوس ومراسم الزواج إلى كتب أوجست مولييراس عن استكشاف شمال المغرب، ودراسات إدموند دوطي حول الدين والسحر في شمال إفريقيا. تلك الدراسات ساهمت في تعميق فهمنا للممارسات الثقافية مثل بوجلود.

 

ثانياً، تؤكد دراسة أقديم أن بوجلود جزء أصيل من الثقافة المغربية، وليس ناتجاً عن تأثيرات خارجية كما يشاع. محاولات ربطها بالتقاليد اليهودية تجاهل للحقائق التاريخية والثقافية.

 

ثالثاً، تجاهل ادعاءات البعض بأن بيلماون غير متوافقة مع الثقافة الإسلامية، حيث يعكس ذلك عدم فهمهم للتنوع داخل الحضارات الإسلامية وتأقلم الإسلام مع التقاليد المحلية في المغرب.

رابعاً، تبرز التشابهات بين بوجلود وبعض الاحتفالات الأخرى كـ”بولبطاين” لدى بعض القبائل العربية، مما يؤكد تنوع التقاليد الاحتفالية في المناطق الريفية.

خامساً، يجدد أقديم دعوته للحفاظ على تنوع بوجلود وعدم توحيدها في قالب كرنفالي يمكن أن يُفقدها جوهرها الثقافي والمحلي.

سادساً، يؤكد أقديم على أن التحديات الحالية التي تواجه بوجلود لا تبرر التشكيك في جذورها الثقافية، بل تحتم دعم النقاش البناء حول كيفية تطوير وتعزيز هذه الظاهرة الثقافية المهمة.

في الختام، تظل بوجلود-بيلماون تجسيداً لتراث ثقافي حيوي يعكس تنوع وغنى الثقافة المغربية، وتستحق المحافظة على إرثها الثقافي والتعبير الحر عنه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.