شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في التوتر بين النخب الجزائرية والقيادات الصحراوية، وذلك بعد انتكاسة تعرضت لها جبهة البوليساريو في نزاعها مع المغرب. وسط هذا التوتر، أثارت تصريحات مستفزة من ناشط جزائري موجة جدل واسعة بين الأوساط الصحراوية، حيث انتقد بشكل لاذع الأداء الحالي للجبهة وعدم تحقيقها لأي تقدم.
خلال نقاش جرى في إحدى غرف التواصل الاجتماعي، والتي كانت من المفترض أن تكون مساحة لحوار عقلاني بين مثقفي الشعبين، انفجرت الخلافات عندما عرض أحد المشاركين مقطع فيديو للناشط الجزائري سعيد بن سديرة. في هذا المقطع، تحدث بن سديرة بلهجة قاسية، محذراً الصحراويين من الاستمرار في الاعتماد على الدعم الجزائري دون نتائج ملموسة. وذهب إلى حد التهديد بأن الجزائر لن تستمر في دعم الصحراويين بينما تستفيد المغرب من موارد الصحراء المغربية.
هذه التصريحات أثارت غضباً شديداً بين المشاركين الصحراويين، حيث ردت مثقفة صحراوية مؤكدة أن الصحراويين الذين ولدوا في تندوف يرون أنفسهم أبناء تلك الأرض، وليسوا لاجئين. وأشارت إلى أن الحكومة الصحراوية تدير شؤونها داخل المخيمات بشكل مستقل، وأن الدخول إلى هذه المخيمات يتطلب تصاريح من السلطات الصحراوية.
مع تصاعد حدة النقاش، تحول الأمر إلى تبادل الاتهامات بين الجزائريين والصحراويين، حيث انتقد بعض الجزائريين سياسات بلادهم التي أدت، على حد قولهم، إلى عزل الجزائر دولياً. وذكر أحد المتدخلين الجزائريين أن الجزائر فقدت ثقة دولية مهمة بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية، مشيراً إلى تدهور العلاقات مع فرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى توترات مع الولايات المتحدة وروسيا.
في المقابل، أبدى بعض الصحراويين استياءهم من خطة الجزائر لمعاقبة فرنسا من خلال تحريك ملف تجريم الاستعمار وإعادة النظر في أسعار الغاز، معتبرين هذه التحركات مجرد محاولات لصرف الأنظار عن الفشل في تحقيق تقدم ملموس في ملف الصحراء المغربية.
هذا النقاش الحاد أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الجزائر وجبهة البوليساريو، خاصة في ظل ظهور جيل من الصحراويين الذين يدعون إلى إعادة التفكير في مصيرهم ويطالبون بإقامة كيان بديل بعيداً عن الصحراء المغربية، مما يعكس حالة من اليأس والإحباط تجاه الحل العسكري أوالعودة إلى أرض الصحراء المغربية.