الرئيس الجزائري “تبون” يفتح جبهة كلامية مع مصر حول ليبيا وفلسطين

20 أغسطس 2024
الرئيس الجزائري “تبون” يفتح جبهة كلامية مع مصر حول ليبيا وفلسطين
العربية.ما - العربي. ح

في تحرك مفاجئ على الساحة السياسية، أثار الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، الذي يقترب من بدء ولايته الثانية، جدلًا واسعًا بتصريحات أثارت توترًا ملحوظًا بين الجزائر ومصر. ما بدا للوهلة الأولى تصريحات غير مدروسة، اتضح فيما بعد أنها تحمل أهدافًا أعمق تتعلق بتصفية حسابات جيوسياسية مع النظام المصري.

“تبون”، الذي يبدو متأثرًا بأسلوب السياسة الأمريكية، سعى إلى تقديم نفسه كزعيم جريء في العالم العربي، لا يخشى تجاوز الخطوط الحمراء. في تصريحاته، اتهم مصر بأنها تعرقل جهود الجزائر في تقديم الدعم للفلسطينيين عبر منع وصول الجيش الجزائري إلى غزة بحجة تقديم المساعدات الإنسانية.

وبالعودة إلى خلفيات هذه التصريحات، يظهر أن “تبون” لم يكن يرمي فقط إلى إثارة الجدل، بل كان يسعى عمدًا إلى شيطنة النظام المصري أمام الرأي العام العربي. ويبدو أن هذه الخطوة تأتي في إطار صراع أوسع بين الجزائر ونظام “عبد الفتاح السيسي”، حيث تتهم الجزائر مصر بدعم “خليفة حفتر” في ليبيا، مما يعزز من نفوذ القاهرة في المنطقة على حساب الجزائر.

وبحسب تقارير من مصادر فرنسية، حصلت مصر على امتيازات اقتصادية كبيرة في ليبيا مقابل دعمها العسكري لـ”حفتر”، بما في ذلك عقود ضخمة لإعادة إعمار طرابلس مع شركة “المقاولون العرب” المصرية. هذه التطورات زادت من غضب الجزائر تجاه مصر، مما دفع “تبون” إلى التصعيد الكلامي.

والخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الخلاف بين الجزائر ومصر حول ليبيا، بل في الطريقة التي اختارها “تبون” لاستفزاز مصر وإثارة الرأي العام العربي ضدها. فقد خاطب “تبون” المشاعر القومية العربية، وأرسل رسائل ضمنية إلى “الإخوان المسلمين” في مصر، في محاولة منه لإشعال احتجاجات ضد النظام المصري، معتقدًا أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار القاهرة.

وفي تعليق ساخر، كتب أحد الصحفيين في جريدة “الأهرام” المصرية: “نشكر الله أن الجزائر ليست دولة نووية، وإلا لكان “تبون” قد أنهى الأمة العربية بصواريخه قبل أن يكمل ولايته الأولى”. هذا التصريح يعكس حجم التوتر والانتقادات التي أثارتها تصريحات الرئيس الجزائري.

في الختام، يظهر هذا الجدل أهمية تحلي القادة السياسيين بالحذر في تصريحاتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقات دولية حساسة. فما قد يبدو تصريحًا عابرًا، قد يتحول إلى أزمة دبلوماسية كبرى تهدد الاستقرار الإقليمي.

المصدر العربية.ما
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.