تحت لواء الفتنة: صفحات فيسبوكية مقربة من النظام الجزائري تستغل قضايا الهجرة لإثارة الفوضى في سبتة

15 سبتمبر 2024
تحت لواء الفتنة: صفحات فيسبوكية مقربة من النظام الجزائري تستغل قضايا الهجرة لإثارة الفوضى في سبتة
العربية.ما - العربي حجاج

في ظل التوترات المستمرة بين المغرب والجزائر، برزت ظاهرة جديدة على الساحة الرقمية تتمثل في استغلال صفحات فيسبوكية مقربة من النظام العسكري الجزائري لدعوات هجرة جماعية باتجاه مدينة سبتة المحتلة.

هذه الصفحات لا تكتفي بتحفيز المهاجرين على عبور الحدود بطريقة غير شرعية، بل تستغل الفرص لإثارة الفتنة وزعزعة استقرار المنطقة. وذلك من خلال نشر مقاطع فيديو قديمة لمحاولات تسلل سابقة على أنها أحداث حديثة، حيث تسعى هذه الصفحات إلى تضليل الرأي العام الوطني والدولي، ما يثير تساؤلات حول أهداف هذا التحرك في هذا الوقت الحساس.

اليقظة الأمنية من الجانب المغربي (مدخل سبتة المحتلة يوم 15 شتنبر 2024)

استغلال الهجرة لإثارة الفوضى

تزامنًا مع دعوات هجرة جماعية انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعض الصفحات الفيسبوكية المشبوهة في الترويج لهذا التوجه. وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذه الصفحات تُدار من جهات مقربة من النظام العسكري الجزائري، الذي يسعى من خلالها إلى زعزعة استقرار المغرب وفتح جبهات توتر جديدة.

إن التلاعب بمشاعر الشباب الطامحين للهجرة، خاصة من الفئات المهمشة والباحثة عن فرص أفضل في الحياة، هو سلاح ذو حدين، إذ يسهل على هؤلاء استغلال أوضاعهم اليائسة لتجنيدهم في عمليات هجومية ضد النظام أوإثارة الفوضى في مناطق حساسة مثل سبتة.

التضليل الإعلامي: السلاح الخفي

أحد أبرز الوسائل التي تعتمدها هذه الصفحات هو نشر مقاطع فيديو قديمة لمهاجرين يحاولون التسلل إلى سبتة عبر حدود “تراخال” بمدينة الفنيدق. وهذه المقاطع التي تعود إلى سنوات سابقة، يعاد نشرها مع تعليقات مضللة توحي بأنها محاولات حديثة للهجرة، مما يخلق جواً من التوتر والارتباك لدى الرأي العام.

كما أن هذا التضليل الإعلامي ليس بجديد، ولكنه أصبح سمة بارزة في الخطط التي تتبعها بعض الأطراف المقربة من النظام الجزائري للتأثير في القضايا المغربية. فاستخدام تقنيات الإعلام المضلل لا يتوقف عند إعادة تدوير الأخبار القديمة، بل يتعداها إلى خلق تصورات زائفة حول الأوضاع على الحدود المغربية الإسبانية.

تصريحات المسؤولين المغاربة

في مواجهة هذه المحاولات، شدد مسؤول من السلطة المحلية المغربية في منطقة الشمال على ضرورة التحلي بالحذر والوعي تجاه هذه الدعوات المشبوهة. وأكد أن هناك جهات معادية للمغرب تسعى لاستغلال قضايا الهجرة لإثارة الفوضى والتوتر في المنطقة، مع الإشارة إلى أن هذه الدعوات تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وإحداث نوع من الارتباك الأمني.

وقال المسؤول إن المغرب واعٍ تمامًا بالمخاطر التي تتهدد حدوده مع سبتة، وأنه على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولات تستهدف أمن البلاد، مشيرًا إلى أن السلطات المحلية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية تراقب عن كثب هذه التحركات المريبة، وتعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

العلاقة بين التوترات السياسية والتحركات الإلكترونية

لا يمكن فهم هذه التحركات الرقمية بمعزل عن السياق السياسي العام بين المغرب والجزائر. فالتوترات السياسية بين البلدين ليست بالأمر الجديد، حيث تتجلى في العديد من القضايا من ضمنها قضية الصحراء، والعلاقات الدبلوماسية المتأرجحة. وفي هذا السياق، تحاول بعض الجهات في الجزائر استغلال أي فرصة لإثارة الفتنة داخل المغرب.

والمخابرات الجزائرية، التي تتمتع بتاريخ طويل في العمل على زعزعة استقرار الدول المجاورة، يبدو أنها تستخدم هذه الصفحات كأداة جديدة في حربها الإعلامية ضد المغرب. إذ تعمل على خلق صورة مشوشة عن الوضع الداخلي في المغرب، وتعزز من حالة الغموض والارتباك عبر أدواتها الإلكترونية، بهدف التأثير في الرأي العام المغربي والدولي.

الشباب المغربي: فريسة سهلة أم قوة واعية؟

ما يثير القلق في هذا التحرك هو استهدافه للشباب المغربي، الذي يعاني جزء كبير منه من البطالة ويفتقر إلى فرص حقيقية للتطور. فهؤلاء الشباب، الذين قد يجدون في دعوات الهجرة غير الشرعية حلًا لمشاكلهم، يصبحون فريسة سهلة للدعايات المضللة التي تنشرها هذه الصفحات.

ومع ذلك، فإن الشباب المغربي أبدى في العديد من المناسبات وعيًا كبيرًا بمخاطر مثل هذه الدعوات، حيث كانت هناك تحذيرات على نطاق واسع من الانخراط في أي تحركات غير مدروسة قد تضر باستقرار الوطن. وفي ظل التحديات التي تواجهها البلاد، يبقى الرهان على وعي الشباب المغربي هو الحل الأمثل لمواجهة مثل هذه المخططات.

إن استغلال الهجرة لإثارة الفتنة والتحريض على الفوضى هو تكتيك قديم يستخدم في الصراعات السياسية، ولكن الجديد هو التوسع في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كساحة للحرب. إذ تسعى صفحات فيسبوكية مقربة من المخابرات الجزائرية اليوم لتجييش الشباب المغربي ودفعهم إلى مهاجمة سبتة المحتلة، ولكن الوعي الجماعي بالمخاطر الحقيقية وراء هذه الدعوات قد يكون كافيًا لإفشال هذه المخططات.

ويبقى على السلطات المغربية، إلى جانب المجتمع المدني، تعزيز دور التوعية وتحذير الشباب من مخاطر الانخراط في مثل هذه التحركات التي لا تخدم إلا أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتحقيق مصالح سياسية ضيقة على حساب استقرار المغرب.

المصدر العربية.ما
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.